الله.. هو من يفتح أبواب الجحيم..!!

الله.. هو من يفتح أبواب الجحيم..!!

استمرارًا لمُسلسل التَّهديد بفتح أبواب الجحيم لكلِّ مَن يقاوم الاحتلال الإسرائيلي من العرب، هدَّد وزير الدفاع الإسرائيلي بملء فمه، بفتح أبواب الجحيم على غزَّة، إذا لم تُطلِق مقاومتها الفلسطينيَّة سراح الباقين من الأسرى الإسرائيليِّين.

وكأنَّ شيئًا جحيميًّا لم تفعله إسرائيل في غزَّة، وكأنَّها لم تُحوِّلها إلى رُكام مثل الجبال، وكأنَّها لم تجعلها أشبه بهيروشيما، وناجازاكي اليابانيتَيْن بعد أنْ ألقت أمريكا القنبلتَيْن النوويَّتَيْن عليهما، خلال الحرب العالميَّة الثانية في عام ١٩٤٥م، وكأنَّها لم تقتل عائلات كاملة بأجيالها المتتالية (أبناء، وآباء، وأجداد، وبنات، وأُمَّهات، وجدَّات)، وتمحوها من السجلَّات الفلسطينيَّة!.

فَعَنْ أيِّ جحيم تتحدَّث إسرائيل؟ وهل بقي من الجحيم شيءٌ لم يُفتح؟ أمْ تُراها تتحدَّث عن قنبلة نوويَّة تُلقيها على غزَّة لتُجْهِزَ على كلِّ ما تبقَّى من حجرٍ وشجرٍ وبشرٍ؟.

وما يُثير اشمئزازي أكثر من التهديد، هو الاستعلاء الدِّيني اليهودي المُسْتَتَر خلفه، فأبواب الجحيم ليست من شأن البشر، بل لله وحده، فهو الذي خلقها، وهو الذي يفتحها يوم القيامة، وهو القائل في مُحكم كتابه: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ).

أمَّا الصهاينة القتلة، فتجرَّأوا، ووضعوا أنفسهم في كفَّة مُساوية لكفَّة الله -حاشاه سبحانه وتعالى- ولا ننسى أنَّهم وصفوه بالفقر من قبل، وهم الأغنياء، وأنَّهم قتلوا أنبياءه، وحرَّفوا كُتبه، ويدوسُون الأرض المقدَّسة الآن، وكأنَّهم أربابٌ لها، وليس مُجرَّد مهاجرِين إليها من شتَّى أصقاع العالم، واستوطنوها بوعدٍ من بريطانيا، ودعم من أمريكا وباقي دول الغرب!.

لكنَّ الحقَّ لا يمحوه التَّهديد، وإذا كان الصهاينة يهدِّدُون بفتح أبواب الجحيم، فإنَّ الله قادر على أنْ يفتح عليهم أبوابًا من الجحيم الدنيويِّ، فضلًا عن الجحيم الأُخرويِّ، ممَّا لا طاقة لهم به.

يقول الله -عزَّ وجلَّ-: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ).

الله.. هو فاتح أبواب الجحيم، وليس مَن دونه من البشر.