جرح عميق.. اعتراف من فرنسا ونداء من السعودية

فيما تواصل الترحيب العربي والإسلامي، بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين، تعقد الأمم المتحدة مؤتمرا الأسبوع الجاري سعياً لإحياء حل الدولتين وكانت المملكة قد أشادت بالقرار التاريخي للرئيس الفرنسي، الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، مشددةً على أهمية مواصلة اتخاذ الدول للخطوات التي تسهم في إنفاذ القرارات الدولية وتعزز الالتزام بالقانون الدولي.
وجددت المملكة دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد، لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وتسعى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بدفع من قرار فرنسا الاعتراف بفلسطين، الأسبوع المقبل إلى إحياء حل الدولتين من خلال اجتماعٍ تغيب عنه إسرائيل التي تتعرض لضغوطٍ لإنهاء الحرب في غزة.
وكان من المقرر عقد المؤتمر الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة فرنسا والمملكة، في يونيو على أعلى مستوى.
وبعد تأجيله بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران، تُعقد اجتماعات الاثنين في نيويورك على مستوى الوزراء، تمهيدا لقمةٍ متوقعة في سبتمبر.
ومن بين القوى الكبرى التي ترغب فرنسا في إقناعها باتخاذ هذه الخطوة المملكة المتحدة.
لكن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد الجمعة أن الاعتراف يجب أن يكون «جزءا من خطة أكثر شمولا».
في حين قالت إيطاليا إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية فور الإعلان عن قيامها أما ألمانيا فقالت إنها لا تنوي فعل ذلك «على المدى القريب».
وتفيد قائمة أعدتها وكالة فرانس برس بأن 142 دولة على الأقل من أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها فرنسا، تعترف الآن بدولة فلسطين التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
يذكر أنه في عام 1947، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين التي كانت آنذاك تحت الانتداب البريطاني إلى دولتين مستقلتين، إحداهما يهودية والأخرى عربية.
وفي العام التالي، أُعلن قيام دولة إسرائيل.
وعلى مدى عقود، أيدت الغالبية العظمى من المجتمع الدولي مبدأ حل الدولتين اللتين يعيش فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب في سلام وأمن.
لكن بعد أكثر من 21 شهرا من الحرب في غزة، واستمرار عملية بناء المستوطنات الإسرائيلية وتوسيعها في الضفة الغربية المحتلة التي تطالب أحزاب إسرائيلية يمينية متطرفة بضمها، تزداد المخاوف على قيام دولة فلسطينية.
ومن هنا جاءت فكرة عقد المؤتمر الذي يتوقع أن يشارك فيه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وعشرات الوزراء من كل أنحاء العالم.
وصرح السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور قبل أيام أن المؤتمر «يوفر فرصة فريدة لتحويل القانون الدولي والإجماع الدولي إلى خطة واقعية، ولإظهار العزم على إنهاء الاحتلال ووضع حد نهائي للنزاع»، داعياً إلى التحلي «بالشجاعة».
أسماء وأعوام لها تاريخ أسود في مسار القضية
سايكس بيكو
1916: أبرمت فرنسا والمملكة المتحدة اتفاقية سايكس بيكو في مايو من هذا العام.
حيث تم تحديد مناطق النفوذ المستقبلية للقوتين العالميتين، وذلك في عدة مناطق من الشرق الأوسط مثل فلسطين وسوريا اللتين كانتا جزءا من الإمبراطورية العثمانية الآيلة للسقوط في تلك الفترة (كانت تلقب: رجل أوروبا المريض).
وعد بلفور
1917: إعلان وعد بلفور، نسبة إلى وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور.
جاء الوعد في خضم الحرب العالمية الأولى، وهو يقضي بـ»إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين» وفي 1922: منحت عصبة الأمم، المنظمة الدولية التي سبقت إنشاء الأمم المتحدة، بريطانيا تفويض الانتداب على فلسطين.
وفي بيانها، جددت العصبة البنود التي جاء بها وعد بلفور بخصوص «إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين».
خريطة التقسيم
1949: انتهت أولى الحروب العربية الإسرائيلية، بموجب وقف إطلاق نار منح الأردن السيطرة على الضفة الغربية والقدس الشرقية، فيما أخضع قطاع غزة لإدارة مصر.
لكن في الواقع، باتت خطوط وقف إطلاق النار حدودا لإسرائيل، بما يشكل أوسع من حدود التقسيم الأممي السابق.
وفي نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 273 الذي اعترف بانضمام إسرائيل إلى المنظمة الدولية.
في العام الموالي، نقلت إسرائيل عاصمتها من تل أبيب إلى القدس الغربية.
لجنة بيل
1937: بعد اندلاع احتجاجات 1936 ضد الانتداب والهجرة اليهودية في فلسطين، أوصى تقرير لجنة بيل البريطانية بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية تضم 33 بالمئة من الأراضي، ودولة عربية ملحقة بإمارة شرقي الأردن.
وفي 1947، أحالت بريطانيا، التي كانت تريد إنهاء دورها الانتدابي، قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة، حيث اعتمدت الجمعية العامة القرار رقم 181 الداعي إلى تقسيم فلسطين إلى «دولة يهودية» و»دولة عربية»، ووضع القدس تحت السيطرة الدولية برغم معارضة الوفود العربية بالإجماع.
إعلان بن جوريون
1948: إثر نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، أعلن ديفيد بن غوريون، رئيس المجلس الوطني اليهودي آنذاك، عن استقلال «دولة» إسرائيل في 14 مايو.
وكان إنشاء الدولة اليهودية، التي سيطرت على 77 بالمئة من أراضي فلسطين الانتدابية، وفقا للأمم المتحدة، بمثابة النكبة للفلسطينيين، الذين طُردوا من أراضيهم وفُرض عليهم التهجير القسري.
إعادة رسم الحدود
1967: شنت إسرائيل الحرب الثالثة مع العرب والتي تعرف بحرب الأيام الستة، حيث هزمت في الفترة ما بين 5 و10 يونيو من تلك السنة، جيوش الدول العربية المجاورة لتعيد بذلك رسم خريطة الشرق الأوسط.
واستولت إسرائيل إثرها على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان.
كما اعتمدت الحكومة الإسرائيلية سياسة الاستيطان في كامل الأراضي التي احتلتها مؤخراً حينها.
طاهر النونو: تصريحات ترامب «صادمة للجميع»
وصف القيادي في حركة حماس طاهر النونو، أمس، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها «صادمة للجميع»، مطالبا الإدارة الأمريكية بالكف عن التحيُّز لإسرائيل التي اتهمها «بتعطّيل أي اتفاق» لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس لوكالة فرانس برس إن تصريحات ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف «شكّلت صدمة كبيرة للجميع».
وقال ترامب الجمعة إن «حماس لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق. أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية».
وبدوره حمَّل ويتكوف حماس مسؤولية فشل المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والتي شارك فيها في الدوحة إلى جانب مسؤولين قطريين ومصريين.
وقال ويتكوف إن «حماس لا تبدي مرونة أو تعمل بحسن نية».
وقال النونو من جانبه «نطالب بوقف الانحياز الأمريكي (لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتانياهو الذي يعطِّل أي اتفاق ويواصل العدوان والتجويع» في الحرب المدمرة التي تجاوزت 21 شهرا في القطاع المحاصر الذي يفتك الجوع بأهله.