برنامج جدة التراثية

برنامج جدة التراثية

جدة، لقاء الحب بين البحر والقمر، جدة شعر الأنيق حمزة شحاتة، وكلمات الشاعرة -صوت المفردة الحجازيَّة- ثريا قابل، جدة هي مَن كتب عنها رحَّالة العصور القديمة، وأصبحت في كتبهم أيقونةً برواشينها وحاراتها وحكاياتها ورواياتها الصادقة، التي تُشبه تحليق الفراشات حول الضوء، وكأنَّك تُحدِّثها.

هنا أتحدَّث عن برنامج جدة التاريخيَّة التابع للوزارة الأنيقة (الثقافة)، وجهودها التي أصبحت واقعًا، فقد وثَّقت وزارة الثقافة عام ٢٠٢٤ العديد من الآثار التي كشفت عن معطيات تاريخيَّة، وأضافت فصولًا جديدة لسجل حضارتها، مسيرة عام جعلت جدة التاريخيَّة مختلفة بالإنجازات والمشروعات التي نُفِّذت لإعادة إحياء المنطقة، والحفاظ على تاريخها وأناقتها، وسعت الثقافة بأنْ جعلت التوازن بين الحفاظ على التراث العمرانيِّ والتطوير، حتى تكون بيئةً متكاملةً تُعزِّز جودة الحياة، وكان لها ما أرادت، فـ»جدة التاريخيَّة» اليوم، مختلفة منذ أنْ تسلَّمتها وزارة الثقافة، وأصبحت وجهةً تنبض بالحياة.

نتذكَّر قبل فترة إعلان برنامج جدة التاريخيَّة، بالتعاون مع هيئة التراث، عن اكتشاف ما يقارب من 25 ألفًا من بقايا مواد أثريَّة، يعود أقدمها إلى القرن الأوَّل والثاني الهجري، (من القرن السابع والثامن الميلادي) في 4 مواقع تاريخيَّة، شملت مسجد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- والشونة الأثري، وأجزاء من الخندق الشرقي، والسور الشمالي، وذلك ضمن مشروع الآثار الذي يشرف عليه برنامج جدة التاريخيَّة التابع لوزارة الثقافة، وهو الجهة المسؤولة عن الحفاظ على تاريخيَّة جدة، وإعادة إحيائها. هذا ما تريده وزارة الثقافة، بأنْ تجعل المنطقة مركزًا حضاريًّا وتاريخيًّا متكاملًا، مع الحفاظ على التراث الثقافيِّ والمعماريِّ، وتعزيز النشاط المجتمعيِّ بكلِّ مجالاته في منطقة البلد، لتكون مركزًا جاذبًا للأعمال وللمشروعات الثقافيَّة، والمبدعين، تحقيقًا للعديد من مستهدَفات رُؤية المملكة 2030.