المرافق الذكية: الأساس التكنولوجي لمستقبلنا

في مسيرة التنمية الشاملة، التي تنتهجها المملكة، أصبحت إدارة المرافق ركيزةً حيويَّةً تعكس مستوى النضج الحضري، وعمق الرُّؤية في بناء بيئة مستدامة تتَّسق مع تطلُّعات الإنسان السعوديِّ. فكلَّما ازدادت المدن تشابكًا، ازدادت الحاجة إلى إدارة ذكية للمرافق، قادرة على التنبؤ، والتفاعل، والتحسين المستمر.
المرافق تمثِّل منظومات تؤثِّر في جودة الحياة، وكفاءة الطاقة، وسلامة البنية التحتيَّة، واستدامة الموارد
والتعامل مع هذا القطاع بعقليَّة استباقيَّة وتكامليَّة، يعكس وعيًا وطنيًّا يواكب طموحات رُؤية السعوديَّة 2030.
اليوم، نشهد انتقالًا لافتًا من النماذج التشغيليَّة التقليديَّة إلى أُخْرى أكثر ذكاءً وتخصصًا. تُقاس الكفاءة بقدرة الأنظمة على التنبؤ بالأعطال، وتحسين الصيانة، ورفع الأداء التشغيلي عبر توظيف الذكاء الاصطناعي؛ وإنترنت الأشياء وتحليلات البيانات.
وفي هذا السياق، تُعدُّ الفعاليات النوعيَّة مثل: المؤتمر والمعرض الدولي لإدارة المرافق 2025، الذي تنطلق نسخته الثانية في الرياض، تحت شعار «ذكاء المرافق»، رافعة معرفيَّة تدعم هذا التحوُّل. تسهم هذه المنصَّات في خلق ثقافة مهنيَّة، وبناء شراكات إستراتيجيَّة، وتعزيز جاهزيَّة المدن السعوديَّة لمرحلة أكثر تعقيدًا وتنافسيَّة.
الاستثمار في المرافق يُعدُّ قرارًا تنمويًّا يحمل في طيَّاته تحسين الاقتصاد، ورفع جودة الحياة، وتحقيق كفاءة الإنفاق، وتوليد الوظائف. ويتطلَّب ذلك من الجهات المعنيَّة، والمجتمع المهني، ومقدِّمي الخدمات، العمل ضمن رُؤية تكامليَّة تضع «ذكاء المرافق» في قلب التنمية الحضريَّة.
المدن التي تفكر في مرافقها بطريقة ذكية، هي المدن التي تُحسن استقبال المستقبل.
@aahdq