رسالة تقدير

رسالة تقدير

رسالة الى حاملات مشاعل التنوير بناتنا المعلمات اللواتي اروت دمائهن طرقات الهجر البعيدة في منتصف الليل متحملين السهر والمشقة بجهود ذاتيه ومبالغ خيالية تحصلوا على سائق توصيل يقطع بهن مسافات طويلة، استبدلن غرف نومهن الوثيرة بتلك السيارة التي كانت لهن اشبه بعلبة ساردين يقضون ما تبقى من الليل بداخلها بعدما وضعن قطعة من القماش بينهن وبين السائق لكي يظفروا بغفوة تريح ادمغتهن التي استحوذ عليها ضغوط العمل وتحضير دروس يوم جديد على جزء كبير منها متحملين مشقة السفر مع سائق متهور غير مكترث بأرواح هؤلاء المعلمات اللواتي جرت في دمائهن مهنة التعليم منذ الصغر وفي لحظة كلمح البصر نعس السائق وجنحت السيارة خارج الطريق بسرعة عالية انقلبت رأسا على عقب تناثرت جثثهن تحت جنح الظلام، تعالت صرخات لم تكمل جزء منها لفظة لسان الضحية والجزء الاخر يحتفظ به قلب بعدما توقف عن ضخ الدماء في سائر الجسد، صرخات استغاثة دفنت مع جثامين شهيدات حاملين شمعات التنوير، شموع لم تصمد كثيرا سرعان ما انطفت في ثوان معدودة بعد طلوع الشمس.

هؤلاء هم بناتنا المعلمات اللواتي تم تعيينهن خارج المدن كان من الافضل ان يكرموا في يوم المعلم او تحمل أسمائهن مدارس البنات التي مازالت تحمل اسماء ارقام تسلسلية.

كرموا يا دارات التعلم تلك الارواح التي ساهمت في نشر تعليم الفتاة ورحلوا تاركين لنا ذكرى حزينة.