100 منظمة تحذر من خطر «مجاعة شاملة» في غزة

100 منظمة تحذر من خطر «مجاعة شاملة» في غزة

حذَّرت أكثر من مئة منظمة غير حكوميَّة، أمس من خطر تفشِّي «مجاعة جماعيَّة» في غزَّة، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنَّ المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجَّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على «ممر» للمساعدات الإنسانيَّة إلى القطاع.

يأتي ذلك في أعقاب بيان أصدرته 28 دولةً، من بينها بريطانيا واليابان، وعدد من الدول الأوروبيَّة، بيانًا مشتركًا، قالت فيه إنَّ الحرب في غزَّة يجب أنْ تنتهي الآن، في أحدث مؤشِّر على تصاعد لهجة حلفاء إسرائيل في ظل تزايد عزلتها الدوليَّة.

وقال وزراء خارجية الدول، التي شملت أيضًا أستراليا وكندا، إنَّ معاناة المدنيِّين في غزَّة بلغت مستويات جديدة من العمق، وأدانت الدول المشاركة -في البيان- ما وصفته بالتقطير المتواصل للمساعدات، والقتل غير الإنساني للمدنيِّين، بمن فيهم الأطفال، أثناء محاولتهم تلبية احتياجاتهم الأساسيَّة من الماء والغذاء.

ووصف البيان الوفيات الأخيرة لأكثر من 800 فلسطيني أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات، بحسب أرقام وزارة الصحَّة في غزَّة، ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بأنَّها مروِّعة.

وقالت المنظمات غير الحكوميَّة ومن بينها «أطباء بلا حدود»، و»منظمة العفو الدولية»، و»أوكسفام إنترناشونال» وفروع من منظمتي «أطباء العالم» و»كاريتاس» إنَّه «مع انتشار مجاعة جماعيَّة في قطاع غزَّة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال».

ودعت المنظَّمات -في بيانها المشترك- إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كلِّ المعابر البريَّة للقطاع، وضمان التدفق الحرِّ للمساعدات الإنسانيَّة إليه.

ويأتي هذا البيان غداة اتِّهام المفوضيَّة العُليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزَّة منذ نهاية مايو، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ»مؤسسة غزَّة الإنسانيَّة»، وهي منظَّمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتمويلها غامض.

وقالت المنظمات الإنسانية -في بيانها- إنَّه «خارج قطاع غزَّة مباشرة، في المستودعات -وحتى داخله- لا تزال أطنان من الغذاء، ومياه الشرب، والإمدادات الطبيَّة، ومواد الإيواء، والوقود غير مستخدمة، في ظلِّ عدم السماح للمنظَّمات الإنسانيَّة بالوصول إليها أو تسليمها».

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء، أنَّ الأهوال التي يشهدها قطاع غزَّة؛ بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصًا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، «لا مثيل لها في التاريخ الحديث».

ميدانيًّا، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزَّة محمود بصل، أنَّ حصيلة القتلى بلغت 12 شخصًا الأربعاء.

وأفاد بصل بـ»نقل 9 شهداء بينهم عدد من الأطفال، بينهم جنين، وعدد من الإصابات إلى مستشفى الشفاء بغزَّة جرَّاء غارة جويَّة إسرائيليَّة استهدفت شقة سكنيَّة لعائلة الشاعر في مبنى يؤوي عشرات النازحين».

وتابع: إنَّ الجهاز قام بنقل «شهيد ومصابين اثنين إلى مستشفى المعمداني بغزَّة جرَّاء استهداف إسرائيلي في محيط مسجد الإيبكي في حي الدرج وسط مدينة غزَّة».

وأضاف إنَّه في بلدة بني سهيلة شرق خان يونس، استهدفت طائرة مسيَّرة مجموعة من المواطنين أسفر عنها «نقل شهيدين -على الأقل- وخمسة مصابين».

وقال الناطق باسم حركة فتح في غزَّة منذر الحايك لفرانس برس «بات أطفال غزَّة ضحايا المجازر الإسرائيليَّة، ووقودًا للحرب… الاحتلال ارتكب مجزرةً فجر أمس في حي تل الهوا بمدينة غزَّة، حيث قفز الجنين من بطن أمه من شدة القصف».

وبعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات قصف يوميَّة على القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ العام 2007.

ولم تحقق المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بين إسرائيل وحماس بشأن التوصل إلى هدنة أي تقدُّم.

وفي هذا الإطار، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء، أنَّ ويتكوف سيتوجَّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على «ممر» للمساعدات الإنسانيَّة الى قطاع غزَّة.

وقال مسؤول أمريكي مشترطًا عدم كشف هويته إنَّ ويتكوف سيسافر هذا الأسبوع إلى وجهة أوروبيَّة لإجراء محادثات حول غزَّة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية تامي بروس للصحافيين إنَّ ويتكوف سيتوجَّه إلى المنطقة «وأمله كبير بأنْ نطرح وقفًا جديدًا لإطلاق النار، وممرًّا إنسانيًّا لدخول المساعدات، وهو أمر، في الواقع، وافق عليه الطرفان».

ونقلت وسائل إعلام إسرائيليَّة عن مسؤول إسرائيلي قوله: إنَّ مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزَّة باتت في مرحلتها الأخيرة، وسط تقديرات متزايدة بقرب التوصل إلى اتفاق.

ونقلت القناة 12 الإسرائيليَّة عن مصادر مطَّلعة قولها: إنَّ معظم النقاط الخلافيَّة جرى حلها، وإنَّ رد حركة حماس على المقترح الجديد قد يصدر «الليلة أو غدًا» على أقصى تقدير.

ويرى الوسطاء المشاركون في المحادثات وخصوصًا في القاهرة والدوحة، أنَّ رد حماس سيكون خلال الساعات الـ 24 المقبلة، رغم استمرار الخلاف حول انسحاب القوات الإسرائيليَّة من مناطق أعادت احتلالها خلال العمليات العسكريَّة الأخيرة، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أنَّ التفاهمات الحالية تفتح الباب أمام إبرام اتفاق خلال مدة قصيرة، إذا أبدى الطرفان قدرًا من المرونة.

وأضافت إنَّ إطلاق سراح المحتجزين وتسليم الجثث سيتم على خمس مراحل خلال فترة وقف إطلاق نار تمتد إلى 60 يومًا، كما يتضمن الاقتراح منع حماس من إقامة مراسم علنية ومصوَّرة عند تنفيذ الاتفاق، بخلاف ما حدث في اتفاقات سابقة.

وفي بيان أصدرته حماس في وقت سابق أمس، طالبت الحركة «الدول العربيَّة والإسلاميَّة بقطع كل أشكال العلاقات مع الاحتلال، وإغلاق السفارات، وطرد السفراء الصهاينة، وإلغاء كل أشكال التطبيع، وعزله ونبذه، كخطوة أولى على طريق ردعه وإجباره على وقف جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني المظلوم».