خدمات البنوك في ظل تقليص عدد الموظفين

في السابق، وعند الدخول للبنك وطلب الخدمات، تجد أنَّ هناك عددًا كافيًا من الموظَّفين لخدمة العميل، بحيث يكون زمن الانتظار قصيرًا. ولكن في وقتنا الحالي، أصبحت العملية تتطلَّب وقتًا طويلًا قد يتعدَّى السَّاعة، والسَّاعتين؛ ممَّا يُذكِّرنا بمراجعة بعض الجهات الرسميَّة -في السَّابق- نتيجةً لزيادة عدد المراجعين. ولكن الحال في القطاع البنكي -رغم توفُّر التقنية- لا تزال العمليَّة محلك سر، حيث -ولأتفه الأسباب، ولنوعيَّة التقنية المستخدمة- يطلب البنك منك زيارة الفرع، ومعها تبدأ المعاناة والانتظار، وكأنَّ وقتك -في نظرهم- غير مهم. وللأسف بعض موظَّفي البنوك، أخلاقهم أكثر من تجاريَّة. والمشكلة تكمن في البحث عن بديل، وفي تعامل بعض الموظَّفين، حيث من المفترض أنْ يخدموك، لا أنْ يمرمطوك. وتجد أنَّ الأداء في بعض البنوك آخذ في الانحدار والتراجع؛ لأنَّ مَن أَمِنَ العِقَابَ أسَاءَ الأدبَ. والسؤال: هل هناك من طريقة لتعديل الوضع، وتقليل الزِّيارات، أو تعديل النِّظام، حتَّى لا نكتوي بنار التغيير؟. مشكلتنا، والتي نتمنَّى أنْ تُعَالَج، هي تقليل احتمالات زيارة البنك؛ بسبب تحديث البيانات، وعدم تغيير النظام الآلي باستمرار، حتَّى لا تُواجَه بمحظورات وأساليب لزيادة تعقيد الأمور في التعامل. وإيجاد وسيلة تُوفِّر النقد بالأحجام النقديَّة المطلوبة. كما نتمنَّى أنْ يفرض البنك المركزي معيارًا لتقديم الخدمة للعميل في ظل احتكار القلَّة، وعدد البنوك المتاح، بحيث لا يحتاج العميل إلى قضاء أكثر من نصف ساعة في الفرع. فالامتياز الممنوح للبنوك يجب أنْ يُقابله معيار متقدِّم للخدمة والفترة الزمنيَّة التي يقضيها العميل. بحيث لا يتعرَّض إلى تركه بالساعات في الفرع، نتيجة لغياب، أو قلَّة عدد الموظَّفين.. فصار من المعتاد أنْ تدخل فرعًا من فروع البنوك، لتجد وفرةً في المكاتب، دون وجود عدد ملائم من الموظَّفين فيه.
وقت العميل مهم، وتركه يتعرَّض للإهمال والانتظار أمر غير مقبول، حيث يضطر إلى الانتظار ساعتين أو أكثر؛ لكي يقوم بعمليَّة التحديث، أو أيِّ عمليَّة بنكيَّة أخرى، وعادةً ما يكون «زيد أخو عبيد»، إنْ رغبتَ في المقارنة، إلَّا مَن رَحِمَ ربِّي. ومشكلتك الكُبْرى عندما تكون شركة، وتحتاج لأكثر من حساب، في أكثر من بنك. وستتَّسع مشكلتك إذا كان هناك حيِّز لتفسير واجتهاد الموظَّف، ورغبته في التعامل مع غيرك.
هناك حاجة ماسَّة لأنْ يهتم البنك المركزي باحتياجات عملاء البنوك، في ظل تحديثات الحسابات، وزيارات الفروع، وعدم توفُّر الخدمة الملائمة من قِبل بعض البنوك.