من الرياض إلى دمشق: نحن معكم في الدعم

البيانات العربيَّة الموحَّدة تجاه سوريا، تُمثِّل تحرُّكًا سياسيًّا ناضجًا، يعكس التقاء الإرادات العربيَّة في لحظة مفصليَّة. المملكة العربيَّة السعوديَّة جسَّدت من خلال هذا المشهد، دورًا محوريًّا في توجيه البوصلة نحو دعم استقرار سوريا، والحفاظ على وحدتها، وتعزيز حضورها في محيطها العربيِّ، بعد سنوات من الأزمات والتدخلات.
في بيان مشترك، صدر عن وزراء خارجيَّة المملكة العربيَّة السعوديَّة، الأردن، الإمارات، البحرين، العراق، مصر، قطر، سلطنة عُمان، الكويت، لبنان، وتركيا، جاءت الرسائل واضحةً، التأكيد على دعم وحدة سوريا وسيادتها، والوقوف ضد أيِّ تدخل خارجي في شؤونها، والترحيب بالاتفاق الذي ساهم في إنهاء الأزمة في محافظة السويداء، مع التشديد على حماية المدنيِّين، وبسط سيادة القانون. البيان تجاوز لغة المجاملة، وركَّز على ضرورة محاسبة المتورِّطين في التجاوزات، وضمان العدالة لجميع السوريِّين دون تمييز. الدور السعودي في هذا السياق كان بمثابة نقطة ارتكاز للتحرُّك العربيِّ، فالمملكة تواصل العمل باتزان ومسؤوليَّة، وتبادر لصياغة مواقف تؤسِّس لحلول، لا لصراعات. هذا الدور تجلَّى بوضوح في الاتِّصال الهاتفيِّ الذي أجراه وزير الخارجيَّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع وزير الخارجيَّة الأمريكيِّ ماركو روبيو، والذي أعاد فيه التأكيد على رفض المملكة للاعتداءات الإسرائيليَّة على الأراضي السوريَّة، وأهميَّة احترام سيادة سوريا، ووقف أيِّ خروقات تهدِّد أمن المنطقة.
السعوديَّة لا تطرح مواقف للاستهلاك السياسيِّ، وإنِّما تعمل عبر أدواتها الدبلوماسيَّة المؤثِّرة لتكريس السيادة السوريَّة، ودعم الحلول التي تضمن الأمن والاستقرار، من خلال تنسيق عربيٍّ يرتكز على الواقعيَّة والعقلانيَّة.
حين تتحرَّك الرياض تجاه الملف السوريِّ، فهي تفعل ذلك من موقع الوعي بالمسؤوليَّة، ورغبة صادقة في إنهاء الأزمة، وإعادة سوريا إلى مكانها الطبيعيِّ في الصف العربيِّ، ضمن مشروعٍ تنمويٍّ وسياسيٍّ متكامل يحفظ للمنطقة توازنها، ويعيد إليها ثقتها بذاتها.