تعزيز الفكر السليم لمواجهة المثبطين

كنتُ أستمعُ باهتمامٍ إلى كلمة العقيد تركي الحربي، المتحدِّث الرَّسمي لرئاسة أمن الدولة، في ندوة «الإرجاف وسبل مواجهته»، التي نظَّمتها إمارة منطقة القصيم قبل فترة، وقد كشف العقيد الحربي، ما يُحاك ضدَّ وطننا من حملات تستهدف بلادنا، ومحاولات لزعزعة هويتنا وقيمنا، وحديثه عكَسَ الجوانب المشرقة لرئاسة أمن الدَّولة التي تتجاوز دورها الأمني الهام، إلى أدوار أُخْرَى تهدفُ إلى غرس الوعي بالمخاطر المُحدقة بوطننا، مستهدفِينَ بها أبناء الوطن ونُخبَه الثقافيَّة، لذا كان لزامًا علينا أنْ نتنبَّهَ لهذا الأمر جيدًا. ونقول: إنَّ التصدِّي بحزمٍ لظاهرة الإرجاف -وهو مطيَّة الأعداء- واجبٌ وطنيٌّ، ومسؤوليَّةٌ جماعيَّةٌ، وأنَّ من المهمِّ جدًّا أنْ نسهمَ جميعًا في فضح كلِّ ما يُحاك ضد بلادنا من حملات ممنهجة، تستهدف خلخلة المفاهيم، وتزييف الوعي، وهي حملات تسير بوصَلَتُها خارج حدود الوطن، وأنْ نجعلَ وحدتنا الوطنيَّة نموذجًا حضاريًّا يمثِّل حائط صد تردُّ كيدَ هؤلاء المرجفين إلى نحورهم، وتجعلهم «كالمُنبتِّ لا أرضًا قطعَ، ولا ظهرًا أبقَى».
وفي آفاق أوسع، فإنَّ العديد من المواقف الجيوسياسيَّة والحروب والمؤامرات التي تُحاك حولنا، تستوجب أنْ يكون مجتمعنا العربي من محيطه إلى خليجه متحضِّرًا على المستوى الثقافيِّ والفكريِّ والحضاريِّ، وأنْ تسودَه قيمُ التسامحِ والتصالح، وسماتُ التجانسِ والتعايش والوعي الذي يقودُنا إلى الإيمان بالاختلاف، ونبذ الخلاف، وهذا الأمر لن يتأتَّى إلَّا إذا نبَذنا التعصُّبَ، وخلعْنا رداءَ الطائفيَّةِ والقَبليَّة والمناطقيَّة؛ للوقوف صفًّا واحدًا لمواجهة المؤامراتِ الدنيئة، والأجنداتِ الخارجيَّة التي تستهدفُ أمننا واستقرارنا.
وحسبي أنَّ الأممَ والشعوبَ تتوحَّدُ عندما تدركُ ما يُحاك حولها.