استئناف المفاوضات النووية بين إيران والدول الأوروبية

تعقد إيران محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الجمعة، في إسطنبول، ستكون الأولى منذ هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية في يونيو في خضم الحرب بين إسرائيل وطهران.
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانيَّة، أمس، أنَّها لا تعتزم الدخول في حوار مع الولايات المتحدة في الظروف الحالية، مشيرة في الوقت ذاته إلى اجتماعات ثلاثية مرتقبة حول الملف النووي في طهران.
جاء ذلك بحسب ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الإيرانيَّة إسماعيل بقائي.
وقال بقائي: «لا خطة لدينا للحوار مع واشنطن في ظل الوضع الراهن. متى ما توصلنا إلى قناعة بإمكانية استخدام المفاوضات لاستيفاء حقوق الشعب وضمان المصالح الوطنية للإيرانيين، فلن نتردد في ذلك قطعًا».
وأوضح بقائي أنَّ طهران ستستضيف، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا ثلاثيَّا حول الملف النووي مع روسيا والصين، مشيرًا إلى أنَّ الدولتين عضوان في خطة العمل الشاملة المشتركة، وعضوان دائمان في مجلس الأمن.
كما أشار إلى وجود توافق كبير مع الصين وروسيا في العديد من الملفات، مشيرًا إلى أنَّ طهران أجرت مشاورات بنَّاءة معهما خلال العام الماضي حول آلية إعادة العقوبات التلقائية.
وألقت إيران باللوم على الدول الأوروبيَّة في فشل الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، متهمة إياها بعدم الوفاء بالتزاماتها، وذلك قبل محادثات الجمعة.
وأبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقًا نوويًّا في العام 2015 أطلق عليه اسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، فرضت بموجبه قيودًا على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.
لكن مفاعيل الاتفاق باتت بحكم اللاغية اعتبارًا من 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض عقوبات على إيران.
وكانت باريس ولندن وبرلين أكدت التزامها بتطبيق الاتفاق، مشيرة إلى رغبتها في مواصلة التبادلات التجارية مع إيران، في وقت لم يُعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة والعقوبات الأوروبيَّة على طهران.
غير أنَّ التدابير التي سعت الدول الأوروبيَّة إلى اعتمادها للتخفيف من آثار العقوبات الأمريكيَّة، واجهت صعوبات لا سيَّما أنَّ العديد من الشركات الغربية اضطرَّت إلى مغادرة إيران التي تشهد معدَّلات تضخُّم مرتفعة وأزمة اقتصادية خانقة.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرِّية، فإنَّ الجمهوريَّة الإسلاميَّة هي الدولة الوحيدة غير النوويَّة في العالم التي تخصِّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو أدنى بقليل من نسبة 90% الضروريَّة للاستخدامات العسكريَّة، لكنه يتخطى بكثير سقف التخصيب الذي حدَّده الاتفاق النووي بـ3,67%.
وقال بقائي إنَّ استخدام «آلية الزناد»، «لا معنى له وغير مبرَّر وغير أخلاقي»، مشيرًا إلى أنَّ إيران توقفت عن الوفاء بعدد من التزامات بموجب الاتفاق؛ ردًّا على الإخفاقات الغربية.
وعقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المفاوضات النوويَّة بوساطة سلطنة عُمان قبل أنْ تشن إسرائيل حربها التي استمرت 12 يومًا ضد إيران.
لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات.