خبيرة بيئية: ساعات الفجر تُعتبر الفترة المثلى للصيد خلال الصيف

رغم ارتفاع درجات الحرارة، واشتداد الرياح الموسميَّة، يواصل هواة صيد الأسماك في الخليج العربي التوجُّه نحو البحر، متحدِّين قسوة الطقس؛ لممارسة هواية عريقة توارثتها الأجيال، لكن ما قد يبدو نشاطًا ترفيهيًّا بسيطًا يخفي وراءه تحدِّيات مناخيَّة معقَّدة تتطلَّب وعيًا واحترافيَّة في التعامل مع البحر خلال فصل الصيف.

تقول د. أفنان بنت عبداللطيف الملحم، أستاذ المناخ المساعد بجامعة الملك فيصل: إنَّ هناك عوامل مناخيَّة تؤثِّر على موسم الصيد الصيفي في الخليج، مشيرةً إلى ضرورة فهم العلاقة بين حرارة المياه، حركة الرياح، وسلوك الأسماك لضمان تجربة صيد آمنة وناجحة.

وأوضحت د. الملحم، أنَّ مياه الخليج العربي الضحلة نسبيًّا تجعله عرضة لتغيُّرات حراريَّة سريعة، حيث تصل درجات حرارة المياه السطحيَّة أحيانًا إلى أكثر من 33 درجة مئوية في شهري يوليو وأغسطس؛ ممَّا يدفع العديد من أنواع الأسماك إلى التوجُّه نحو الأعماق الأبرد، ويستدعي من الصيادين تعديل خططهم من حيث التوقيت والموقع.

وأضافت: إن أفضل أوقات الصيد صيفًا، تكون في ساعات الفجر الأولى، أو المساء؛ لتفادي حرارة المياه المرتفعة التي تقلِّل من النشاط السطحي للأسماك، لا سيَّما الأنواع التي تنشط في درجات حرارة معتدلة مثل الشعري.

وبيَّنت الخبيرة المناخيَّة أنَّ نشاط الرياح الموسميَّة، خاصة «رياح البوارح»، يُعدُّ من أبرز التحدِّيات التي تواجه الصيَّادين، لما تسبِّبه من اضطراب في سطح البحر، وتقلُّبات مفاجئة في الطقس.

كما تلعب حركات المد والجزر دورًا كبيرًا في تحديد المناطق المُثلى للصيد، إضافة إلى تأثير جودة المياه والرُّؤية تحت السطح، التي تتأثر بدورها بارتفاع الحرارة وزيادة العوالق الدقيقة.

وحذَّرت د. الملحم من المخاطر الصحيَّة التي قد يتعرَّض لها الصيادون، مثل ضربات الشمس، الجفاف، واضطرابات الكهارل، لا سيَّما خلال النهار، وفي القوارب المفتوحة.

كما نبَّهت إلى أنَّ تغيُّرات الرياح المفاجئة، وتدني الرُّؤية قد تؤدِّي إلى صعوبات في العودة الآمنة من رحلات الصيد.

من جانب آخر، أشارت إلى أنَّ الحرارة العالية تؤثِّر سلبًا على معدات الصيد، حيث يؤدِّي التعرُّض المستمر للشمس إلى ضعف خيوط الصيد، وتلف أجزاء البكرات، وحتى ارتفاع حرارة محرِّكات القوارب؛ ممَّا يستدعي صيانة دقيقة وتخزينًا حذرًا للمعدَّات.

وأكدت د. الملحم، أنَّ «الصيف في الخليج العربي يحمل فرصًا مميَّزة للصيد، لكنَّه يحتاج إلى وعي أكبر من الهواة والمحترفين على حدٍّ سواء».

توصيات لهواة الصيد بالصيف

صيانة المعدات وحمايتها من التلف الحراري.