الشهيب للمدينة: من الضروري أخذ تحذيرات حقن التخسيس وفقدان البصر بعين الاعتبار.

الشهيب للمدينة: من الضروري أخذ تحذيرات حقن التخسيس وفقدان البصر بعين الاعتبار.

في وقت كشفت فيه دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، شملت أكثر من 37 مليون شخص (من بينهم 166932 مريضًا يتناولون أدوية السكري من النوع 2، بما في ذلك سيماغلوتايد، أن مستخدمي حقن إنقاص الوزن أكثر عرضة للإصابة باعتلال العصب البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني ، ( وهي حالة تحدث بسبب انسداد الأوعية الدموية المغذية للعصب البصري، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين وتلف العصب جزئيًا أو كليًا ).

قال أستاذ واستشاري أمراض الكلى بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سعد الشهيب لـ”المدينة” : بصفتي استشاريًا متخصصًا في أمراض الكلى، أود تسليط الضوء على التحذيرات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة البريطانية والجهات الطبية المعتمدة بشأن استخدام حقن تقليل الوزن من مجموعة ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1)، مثل “أوزيمبيك” و”مونجارو” ، المستخدمة لعلاج السمنة والسكري ، إذ تُستخدم ناهضات مستقبلات GLP-1 في المقام الأول لعلاج داء السكري من النوع الثاني، حيث تعمل على تحفيز إفراز الأنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت هذه الأدوية فعالية في تقليل الوزن من خلال تقليل الشهية وتأخير إفراغ المعدة، مما يساعد المرضى على الشعور بالشبع لفترات أطول.

وحول التحذيرات والمخاطر المرتبطة قال د.الشهيب: وفقًا لتقارير صادرة عن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA)، تم تسجيل 82 حالة وفاة حتى نهاية يناير 2025 مرتبطة باستخدام هذه الأدوية؛ 22 منها كانت مرتبطة بعلاج السمنة و60 بعلاج داء السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل ما يقرب من 400 حالة دخول إلى المستشفى بسبب آثار جانبية مثل الغثيان والقيء والإسهال.

وعن التوصيات والإجراءات المقترحة مضى د.الشهيب قائلاً : نظرًا لخطورة هذه التحذيرات، يجب على الممارسين الصحيين والمرضى، وبالأخص وزارة الصحة، التعامل بجدية مع هذه المعلومات ، ويُنصح بما يلي:

أولاً : دراسة الحالات بعناية ، تحديد الفئات الأكثر عرضة للآثار الجانبية الخطيرة، مثل المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي لأمراض البنكرياس أو الغدة الدرقية.

ثانيًا: وضع ضوابط لصرف العلاج ، تقييد وصف هذه الأدوية للفئات المناسبة فقط، وضمان متابعة دقيقة للمرضى أثناء فترة العلاج.

ثالثًا: تسجيل الحالات ومتابعتها ، وذلك بإنشاء سجل وطني للمرضى الذين يتلقون هذا النوع من العلاج لمراقبة الآثار الجانبية وتقييم سلامة الاستخدام على المدى الطويل.

وشدد د.الشهيب في ختام حديثه على أهمية التوازن في التعامل مع هذه الأدوية؛ فرغم فوائدها المحتملة، يجب مراعاة المخاطر المحتملة واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المرضى، حيث أن حياة كل مريض ثمينة.