الطلاق ليس حلاً مناسباً

الطلاق ليس حلاً مناسباً

الزواج «رباط مقدس»، يقوم على المودة والرحمة، ويفترض أنْ يُبنَى على التفاهم والتضحية بين الطرفين، لكن في بعض الأحيان، تتسلَّل الخلافات إلى هذا الكيان، وتبدأ المشكلات بالتفاقم، حتى يجد البعض أنَّ الطلاق هو الحل الأسهل والأسرع، غير أنَّ الحقيقة التي يغفلها الكثيرون هي أنَّ «الطلاق ليس دائمًا حلًّا»، بل قد يكون بدايةً لمشكلات جديدة ومعاناة أعمق. تتنوع أسباب الطلاق، ولكنَّها -في الغالب- تعود إلى:

– سوء التفاهم، أو ضعف التواصل بين الزوجين.

– التدخلات الخارجية من الأهل أو الأصدقاء.

– ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

– الزواج غير الناضج أو المبكر بدون وعي كافٍ بالمسؤوليات.

– عدم الصبر على الخلافات اليومية، أو الفشل في إدارتها.

ما يجب فهمه أنَّ هذه المشكلات ليست بالضرورة مبرِّرًا نهائيًّا للطلاق، بل يمكن التعامل معها بالحوار والمساعدة المختصة.

لماذا الطلاق ليس حلًّا دائمًا؟!.

الطلاق يترك جروحًا عاطفية عميقة، ليس فقط على الزوجين، بل أيضًا على الأبناء إنْ وُجِدُوا، فـ»الأطفال» الذين ينشأون في أُسرٍ مُفكَّكة -غالبًا- ما يعانون من مشكلات نفسية، وضعف الثقة بالنفس.

في كثير من الحالات، لا يكون الطلاق حلًّا للمشكلة، بل مجرَّد هروب منها، فالمشكلة قد تتكرر في علاقة جديدة إذا لم يتم فهم جذورها، وإصلاح الذات أوَّلًا.

أحيانًا، وبعد أنْ تهدأ المشاعر، ويعود العقل للتحكُّم، يُدرك الطرفان أنَّ الخلاف كان قابلًا للحل، ولكن بعد فوات الأوان.

كثير من «المطلَّقات» و»المطلِّقين» يجدون أنفسهم في وضع اقتصادي أصعب ممَّا كانوا عليه، خصوصًا إذا كان هناك اعتماد مالي من أحد الطرفين على الآخر.

ولا بُدَّ أنَّ هناك «بدائل ممكنة» قبل الطلاق، منها على سبيل المثال لا الحصر:

– اللجوء إلى الحوار الهادئ والمفتوح بين الطرفين.

– الاستشارة الزوجية لدى مختصين في العلاقات الأسرية.

– التحلِّي بالصبر والتسامح، ومحاولة النظر إلى الأمور من منظور الطرف الآخر.

– التقريب بين العائلات بدلًا من تأجيج الخلافات.

لا شكَّ أنَّ هناك حالات يكون الطلاق فيها ضرورة لا بُدَّ منها، خاصةً في حال وجود أذى نفسي أو جسدي أو خيانة، لكن في الكثير من الحالات، يمكن تفاديه إذا تم التعامل مع الخلافات بنضجٍ وحكمةٍ، فالحل لا يكون دائمًا في الهدم، بل أحيانًا في البناء من جديد، الطلاق ليس حلًّا، بل يجب أنْ يكون «آخر الحلول» بعد استنفاد كافة وسائل الإصلاح، ومن أجل العشرة و»الأولاد»، وهذه أهم نقطة، حتى لا ينشأوا في بيئة تدعو للفشل.