وحدات سكنية للاستثمار في مناطق العطلات

رغم النقلة التي حققتها السياحة الداخلية نحو توطين المليارات من الريالات سنويًّا، إلَّا أنَّ البعض يرى أهميَّة إطلاق مشروع لإنشاء شقق سياحيَّة بالتمليك في مناطق الاصطياف، بعد دراسة المشروع من كافَّة الجوانب.
فيما يشير البعض إلى مخاوف تتعلَّق بالموسميَّة السياحيَّة، وضعف الإقبال على مدار العام، وهو ما قد يُعيد إلى الأذهان ظاهرة مدن الأشباح بحسب قولهم.
في البداية، قال المقترح الدكتورعبدالله صادق دحلان: رغم الطَّفرة العمرانيَّة والسياحيَّة في العديد من دول المنطقة مثل مصر، والإمارات، وتركيا، لا تزال المصايف السعوديَّة ذات الطقس المعتدل، والمناظر الطبيعيَّة الخلَّابة تعاني من غياب مشروعات التطوير العمراني السياحي، التي تلبِّي احتياجات الأسر السعوديَّة والخليجيَّة الباحثة عن أجواء باردة في الصيف.
وتشير بعض الإحصائيَّات إلى أنَّ حوالى 78% من الأسر السعوديَّة تنفق أكثر من 40,000 ريال سنويًّا على الإجازات الصيفيَّة، وحوالى 1.2 مليون سعودي يمتلكون وحدات سكنيَّة خارج المملكة، أغلبهم اختاروا وجهات توفر مشروعات عقاريَّة قابلة للتملك، بتمويل طويل المدى، وخدمات متكاملة.
وهذا ما يدفعني إلى دعوة المطوِّرين العقاريِّين لبناء مشروعات عقاريَّة على سفوح جبال الباحة وقراها، وعسير، وأبها، والسودة، والنماص، والهدا، والشفا في الطائف؛ لتوفير شقق سكنيَّة للبيع مع كامل الخدمات المساندة، ببرامج تمويل طويلة تسمح لشريحة كبيرة من المواطنين لشرائها، وعلى سبيل المثال أنْ يكون سعر الشقة بخمسمئة ألف ريال بالتقسيط على عشر سنوات، بمعدل خمسين ألف ريال سنويًّا، وهي قيمة مصاريف إجازة لمدة شهر في تركيا، أو مصر لعائلة من أربعة أشخاص، بتذاكرهم، ولكن لو وضعت في شراء شقة سياحيَّة في أحد المصايف السعوديَّة تنتهي الإجازة وتبقى ملكيَّة الشقة التي يرتفع سعرها للضعف في نهاية عشر السنوات وهو استثمار للمدَّخرات .
أمَّا رجل الأعمال عبيد بن مساعد العطاوي فقال: إنشاء وحدات سكنيَّة تمليك في المناطق السياحيَّة مبادرة اقتصاديَّة واعدة، لها مبرِّرات قويَّة، خصوصًا من ناحية سرعة استعادة رأس المال، وتنشيط السياحة الداخليَّة.
ومع ذلك، فإنَّ نجاحها مرهون بتجنُّب فخ الإفراط في البناء، وارتفاع التكاليف، واعتماد نهج تخطيطي إستراتيجي يراعي الجدوى طويلة المدى، والاستدامة البيئيَّة والاجتماعيَّة، وتوفير حلول إداريَّة وتشغيليَّة فعَّالة.
وبدون هذه العناصر، قد تتحوَّل الفكرة إلى مشروعات متعثِّرة أو «مدن أشباح» تضر أكثر ممَّا تنفع.
ورأى رجل الأعمال وابل عيد الشريف، أنَّ هناك حاجة في مجال الفنادق والوحدات السكنيَّة السياحيَّة في مختلف المناطق السياحيَّة، في ظلِّ الدعم الذي تقدِّمه الحكومة، لكن لا بُدَّ من جود كوادر بشريَّة قادرة على جذب الاستثمارات، والعمل على التكامل بين الملَّاك والمستثمرين؛ لتسهيل الصفقات.
ورأى الإعلامي جهز بن صقر العتيبي، أنَّ مشروع تمليك الوحدات السكنيَّة، سيكون نقلةً نوعيَّةً أُخْرى في المجال السياحيِّ، مضيفًا إنَّ الطائف لازالت وجهةً مفضَّلةً لسيَّاح الخليج منذ عقود، وبحلول عام 2030، ستكون ضمن مصاف المدن السياحيَّة والتاريخيَّة بما يتناسب مع عراقتها وتاريخها وثقلها السياحيِّ والثقافيِّ.
أمَّا الإعلامي ورجل الأعمال محمد بن عايض الذيابي فقال: إنَّ السياحة المحليَّة أصبحت تشكِّل حِراكًا قويًّا في الاقتصاد الوطنيِّ، ومن المدن السياحيَّة الرائعة الطَّائف بموقعها الفريد فوق قمم جبال السروات، وهي مدينة واعدة ومقبلة على نهضة تنمويَّة شاملة.
وقال تميم الجهني رئيس مجلس إدارة شركة معارج العقاريَّة: رغم تنوُّع التضاريس والمناخ والمواقع في المملكة، لا تزال مشروعات التطوير العمرانيِّ السياحيِّ تعاني من ضعف الحضور، خاصَّةً في المناطق التي تتمتَّع بأجواء صيفيَّة معتدلة.
وهذه الفجوة لا تعكس غياب الحاجة أو الرغبة، بل تعود إلى جملة من التحدِّيات، أبرزها نقص الخدمات الأساسيَّة، والمرافق الداعمة في كثير من المواقع السياحيَّة، كما أنَّ الكثافة السكانيَّة، والطلب ما زالا متركزَين في المدن الكُبْرى مثل الرياض، وجدة، ويُضاف إلى ذلك موسميَّة الإقبال.
وقال بندر العصيمي عضو الغرفة التجاريَّة بالطائف: لدينا الآن توسُّع في شقق التمليك في مختلف المناطق، والمناطق السياحيَّة في حاجة إلى ضخ المزيد من هذا النوع من المشروعات لتلبية رغبات البعض، الذين يرغبون في التملك لقضاء إجازة الصيف على وجه الخصوص، وبالذات العائلات المقتدرة.
وأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه المشروعات ستنجح في مختلف المناطق السياحيَّة، وستسهم -بدون شك- في عمليات الجذب السياحيِّ.
أمَّا محسنة الطلحي عضو مجلس إدارة غرفة الطائف فقالت: أرى أهميَّة دراسة الموضوع بشكل جيد، والتركيز على الشريحة المستهدَفة حتَّى لا تتحوَّل مثل هذه المساكن مستقبلًا إلى الهجر، مشيرة أنَّ شركات التطوير تقوم بعمل جبَّار في الوقت الحالي في إنشاء المباني، وبيع الشقق بالتمليك، ومثل هذه المشروعات تلبِّي المتطلَّبات.