هذا المساء في صالة جاليري مداد فن بجدة.. الفنانة أسماء الزهراني تعرض أعمال فنانين سعوديين باستخدام تقنية الكِينتسُوجي اليابانية بروح سعودية.

هذا المساء في صالة جاليري مداد فن بجدة.. الفنانة أسماء الزهراني تعرض أعمال فنانين سعوديين باستخدام تقنية الكِينتسُوجي اليابانية بروح سعودية.

تحتضن صالة “جاليري مداد فن” بمركز سلمى بجدة، في الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم الخميس، افتتاح معرض الفنانة أسماء محمد الزهراني، وعلى شرف الدكتورة غادة غازي جان، وبحضور شخصيات وفنانين وإعلاميين ومتذوقي الفنون الجميلة، ويحمل المعرض عنوان “الكِينتسُوجي.. بروح سعودية”.

وتعرض الفنانة أسماء الزهراني في هذا المعرض مجموعة متميزة من الأعمال الفنية وهي أعمال لفنانين سعوديين قامت بترميمها بتقنية الكِينتسُوجي اليابانية.

وأوضح المركز الإعلامي لـ “جاليري مداد فن”، أن هذا المعرض ينطلق من تجربة فنية تطبيقية تتجاوز المفهوم التقليدي للترميم، حيث تُقدّم تقنية الكِينتسُوجي اليابانية ضمن سياق سعودي معاصر، لتكون أداة تحتفي بالضرر بدلاً من إخفائه، وتُبرز الجمال الكامن في الكسور والندوب التي طالت الأعمال الفنية. تُعرض أعمال خضعت لعمليات ترميم باستخدام مواد بديلة، وآمنة، مثل الإيبوكسي الشفاف وبودرة الذهب، على خامات غير تقليدية كالقماش والخشب والمعدن، مما يفتح أفقاً جديداً لإعادة تعريف الترميم كفعل إبداعي لا مجرد إجراء وظيفي.

هنا، يصبح كل كسر قصة، وكل أثر تجربة.

المعرض ليس فقط مساحة للعرض، بل منصة للتأمل في مفاهيم الهوية، والجمال، والزمن.

لا يقدّم المعرض الترميم بوصفه عملية تصحيح مادي فحسب، بل يتعامل معه كمسار تعبيري بصري يحمل أبعاداً إنسانية ونفسية وزمنية. يستند المعرض إلى فلسفة “الوابي- سابي” التي ترى في النقص جمالاً، وفي العيوب كمالاً، لتتحول التشققات إلى جزء من هوية العمل، لا شروخاً يجب طمسها. فالترميم هنا لا ينهي أثر الزمن، بل يخلّده ويجعله عنصراً من عناصر الجمال والصدق.

المعرض يقدّم الكِينتسُوجي كتقنية قابلة للابتكار خارج حدود الخزف التقليدي، ويمنحها طابعاً سعودياً معاصراً، يوسّع استخدامها لتشمل مجالات الفن، والتصميم، والتراث. وبهذا يتحول الترميم إلى حوار مفتوح مع الزمن، ووسيلة لإعادة تشكيل العلاقة بين الكمال والنقص، بين التآكل والإحياء، بين ما كان وما يمكن أن يكون.