مسلسل “أمي”: دراما سعودية بطابع تركي

مسلسل “أمي”: دراما سعودية بطابع تركي

«أمي» هو مسلسل تلفازي سعودي، وهو النسخة العربيَّة من الدراما التركيَّة التي تحمل نفس الاسم، بطولة تركي اليوسف، العنود سعود، زهرة عرفات، رنا جبران، سناء بكر يونس، فايز بن جريس، نايف الظفيري، ترف العبيدي.

تتركَّز القصَّة على الطفلة التي تعيش في منزل يكتنفه العنف والإهمال؛ بسبب زوج والدتها عبيد، وتعاني بسمة من سوء المعاملة، وقلة الأمان؛ ممَّا يجعل حياتها مليئةً بالخوف والوحدة. تلمح معلِّمتها مريم، علامات صامتة على معاناة بسمة، فتقرِّر التدخُّل لإنقاذها من هذا الوضع الصعب. تنشئ مريم علاقة قوية مع بسمة، وتكافح إلى جانبها لتحريرها من دائرة الألم والعنف؛ ممَّا يُحْدِث تحوُّلًا كبيرًا في حياة الطفلة، ويمنحها الأمل في مستقبل أفضل.

الدراما تكشف واقع المجتمع السعودي، عاداته، وتقاليده، فكل منطقة لمجتمعنا لها مفردات لا يعرفها إلَّا مَن عاش وتربَّى فيها، وهذا واضح، لكنَّ الطبع واحد، والانتماء للوطن واحد، وراسخ، وثابت، تتعاقبه الأجيال، كذلك أفراد مجتمعنا السعودي ذوَّاق جدًّا فنًّا وأدبًا وثقافةً وعلمًا وفلسفةً، لذا أيُّ فيلم، أو مسلسل يلامس واقع المجتمع السعودي، فهو ناجح. لكنَّ مسلسل «أمي» رغم قوَّة الفكرة بنسختها التركيَّة، أرى أنَّها فشلت في دراميتها السعودية.. كيف؟!

القصَّة لا تحكي عن مجتمعنا السعودي، مبالغة كبيرة، فكيف أُمٌّ سعودية ترمي فلذة قلبها داخل كيس في صندوق القمامة؟! ومعلِّمة تتعلَّق ببنت لا ترتبطها أيُّ صلة سوى من باب العطف الطبيعيِّ، لكن الاستماتة في مناداتها بأُمِّي، والطفلة تترك انتماءها الفطري لأُمِّها التي أنجبتها للتمسُّك بمعلِّمة وتناديها «ماما»!!

كذلك تمطيط الحلقات، وارتكاب بعض الهنَّات من قِبل المخرج، يصيب المُتابع بالملل، ولم يوفَّق في اختيار اللوكيشن، فبعضه مكرَّر بشكلٍ ممِّلٍ.

أخيرًا…

مسلس «أمي» نجح كدراما تركيَّة؛ لأنَّه يحكي واقعهم، وفشل بالدراما السعوديَّة؛ لأنَّه لا يحكي واقع المجتمع السعودي.