هل تتحول قضية «أبستين» إلى قضية شرق أوسطية؟

هل تتحول قضية «أبستين» إلى قضية شرق أوسطية؟

يتعرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، لضغوط من عدة جهات، داخلية وخارجية، وآخرها ما يثار حول قائمة ومرفقات وصور من كان يتعامل معهم «جيفري أبستين»، الذي أعلن عن أنه قتل نفسه داخل الزنزانة التي سجن فيها، وأعلنت المدعية العامة مؤخراً أنه لا وجود لتلك القائمة، والتالي فإنه لن ينشر شيء، رغماً عن وعود سابقة بأن يتم نشر القائمة التي تكلم عنها الإعلام بشكلٍ وأسع خلال السنين الأخيرة.

ارتفعت أصوات معترضة داخل أمريكا، وتحدثت عن خلاف بين المدعية العامة ورئيس (FBI) الوكالة الفيدرالية للتحقيقات. حول هذا الأمر. وأن إعلان عدم وجود القائمة، الهدف منه حماية الرئيس دونالد ترمب، الذي كان يعرف «أبستين»، وأخذت له صور في حفلة أقامها «أبستين»، إلا أنه من غير المعروف ما إذا كان ضمن الصور التي أُخذت لمشاهير في أحضان نساء داخل غرف نوم على جزيرة «أبستين».

وحيث إن وسائل التواصل الاجتماعي ذكرت أن (الموساد) – جهاز التجسس الإسرائيلي- أحد ممن لهم علاقة بـ «أبستين» وجزيرته وحفلاته. ومع تزايد الضغوط الإعلامية على الرئيس الأمريكي هذه الأيام، وخلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لواشنطن، فإنه يرتفع تساؤل فيما إذا كان اليمين الإسرائيلي المتطرف يستخدم ما لديه من أدلة (إن كان ذلك صحيحاً) لممارسة ضغوط على ترمب بشكل غير مباشر.

ما الذي تريده حكومة اليمين الإسرائيلي شديدة التطرف؟!.

عندما اشتدت حدّة المعارك الإسرائيلية بدعمٍ عسكري أمريكي، وأخذ اليمين الشديد التطرف في إسرائيل يتحدَّث عن إبادة الشعب الفلسطيني، ويستخدم الجيش لتحقيق أهدافه، والسلاح الأمريكي للتوسع في المنطقة ليصل إلى إيران، ويسعى لقلب الحكم فيها، وإعلان ما جرى في دمشق وكأنه نصر له. وإعداد المخططات لشرق أوسط جديد تفرضه إسرائيل بقوة جيشها وسلاحها. بينما هناك خطط أمريكية (تتجاهلها إسرائيل) لما يأمل الأمريكيون أن يؤمن لهم مصالحهم في شرق أوسط جديد.

ما حدث أن أمريكا سحبت من إسرائيل (أوراق اللعب)، ودخلت هي مباشرة تتحدث إلى الحوثيين وحماس وحزب الله وإيران. في سعي مجدد لإعادة توزيع الأدوار، وتقييم النفوذ بالشكل الذي تراه واشنطن مناسباً، وليس تل أبيب. لكن الدخول الأمريكي المباشر في ساحة لعبة الشرق الأوسط، وعدم قدرة اليمين الإسرائيلي الشديد التطرف على تنفيذ كل ما يرغب في تنفيذه، وإعادة تكوين الشرق الأوسط بما يرغب، دفعه إلى أن يرسل نتنياهو وسارة إلى واشنطن، حيث له مؤيدون كثر داخل الكونجرس (قليل النشاط حالياً) وخارجه.

ما يتجاهله اليمين الإسرائيلي شديد التطرف أنه لا يمكن لإسرائيل التي ترفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وتتعامل مع جيرانها باستخدام القوة، والتي لم توفق كثيراً في التطبيع الذي نتج عن الحروب مع الأردن ومصر، ثم الاتفاقيات الإبراهيمية، والتي تتقن استفزاز العرب وتتعالى عليهم. لا يمكنها أن تكون مهيمنة على الشرق الأوسط بقوة وسلاح أمريكا. وهي تتجه اتجاهاً خاطئاً في مسيرتها للتعايش – إن أرادت- مع العرب الآخرين.

المطلوب تغيير الشرق الأوسط بدون هيمنة إسرائيلية. حتى يعم الاستقرار وينمو الاقتصاد وتتطور المنطقة.