مؤمنة لـ”المدينة”: قصور التسويق والإدارة يُفشِل رواد الأعمال

أكَّدت رائدة الأعمال في مجال الفعاليات والتسويق وتقديم الاستشارات الإداريَّة الدكتورة بثينة مؤمنة، أنَّ أبرز المعوِّقات التي تواجه روَّاد الأعمال تكمن في كسب ثقة العملاء، وإيجاد فريق عمل مؤهل، وإدارة التكاليف والموارد المحدودة.
وأرجعت أسباب فشل بعض مشروعات روَّاد الأعمال إلى ضعف الدراسة السوقيَّة، وسوء الإدارة الماليَّة، وقلَّة الخبرة التشغيليَّة، والاعتماد على الدعم دون وجود نموذج مستدام.
التوسع في الأعمال
وردًّا على سؤال بشأن البداية، قالت: بدأنا بخدمة السوق المحلي، ومع مرور الوقت توسَّع نطاق أعمالنا ليشمل أسواقًا خارج المملكة، كما نعمل حاليًّا على تعزيز حضورنا الإقليميِّ والدوليِّ، من خلال تقديم حلول متقدِّمة تلبِّي احتياجات عملائنا، مع التركيز على الجودة والابتكار.
وأضافت: في بداية مشروعي واجهتُ 3 تحدِّيات رئيسة، كان لها أثر كبير في تشكيل تجربتي، وهي كسب ثقة العملاء، والجودة في الخدمة، وتدريب الكفاءات الموجودة، وبناء بيئة عمل محفِّزة، وكنتُ أُخطِّط لكل خطوة بعناية، وأعيد استثمار الأرباح في تطوير العمل، بدلًا من التوسع السريع.
فشل المشاريع الصغيرة
وعن الأسباب التي تؤدِّي إلى فشل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أرجعت ذلك إلى ضعف الدراسة السوقيَّة، وسوء الإدارة الماليَّة، وقلَّة الخبرة التشغيليَّة، إلى جانب الاعتماد الزائد على الدعم دون وجود نموذج عمل مستدام، وغياب الميزة التنافسيَّة، فيما النجاح يتطلَّب تخطيطًا واقعيًّا، وفهمًا عميقًا للسوق المحليِّ.
التخطيط المالي
ورأت أنَّ كثيرًا من التحدِّيات التي يواجهها روَّاد ورائدات الأعمال في بداياتهم، يمكن تفاديها من خلال التأهيل والتدريب المناسب، والاستثمار في أنفسهم أوَّلًا، من خلال حضور دورات تدريبيَّة متخصصة تعزِّز من جاهزيتهم وتكسبهم المهارات الضروريَّة، ومن أهم تلك المهارات إعداد دراسة جدوى دقيقة، وفهم نموذج العمل التجاري، وامتلاك القدرة على التخطيط المالي، وإدارة الميزانيَّة، والتواصل مع الجمهور المستهدف بشكل فعَّال، واتِّخاذ القرارات الصحيحة.
وشددت على أهميَّة فهم الجوانب القانونيَّة الأساسيَّة مثل العقود والالتزامات النظاميَّة؛ لأنَّ ذلك يحمي المشروع من المخاطر القانونيَّة، ويمنح صاحبه ثقة أكبر في التعاملات الرسميَّة.
تمكين المرأة
وعن وضع المرأة قالت إنَّ تمكين المرأة السعوديَّة يُعدُّ أحد أبرز ملامح التحوُّل الوطني الذي تقوده رُؤية المملكة 2030، وهذا التمكين لم يكن مجرد دعم معنوي، بل جاء على شكل إصلاحات وتشريعات وقرارات واضحة، فتحت أمام المرأة آفاقًا واسعة للمشاركة الفاعلة في الاقتصاد الوطني، وشخصيًّا أرى أنَّ المرأة السعودية أثبتت أنَّها تمتلك الإمكانيات والطموح اللازمين لتحقيق النجاح في مجال الأعمال، إذ أصبحت اليوم نشطة في تأسيس المشروعات الناشئةن وإدارة الشركات، وتولي مناصب قيادية في كبرى المؤسسات.
وممَّا يلفت الانتباه هو تنوع المجالات التي اقتحمتها من التقنية والابتكار إلى التسويق والاستثمار.
ومن تجربتي الشخصية أهم نصيحة أوجِّهها لكل رائد ورائدة أعمال هي أنْ يكون لديهم وضوح في الرُّؤية، وأنْ لا يستعجلوا النتائج.
لأنَّ النجاح لا يأتي بين يوم وليلة، بل نتيجة تراكمية للقرارات اليوميَّة الصغيرة.