مواجهة تغير المناخ من خلال الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات

مواجهة تغير المناخ من خلال الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات

أصبح التغير المناخي واحدًا من أكبر التحديات التي تُواجه العالم اليوم، في ما يتفق العلماء على أن النشاط البشري، هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تقلبات المناخ، والتعامل معها يتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا وإرادة جماعية لحماية مستقبل الأجيال القادمة على هذا الكوكب.

كما ينبغي رفع الوعي المجتمعي حول هذه الظاهرة، والتحول إلى أساليب حياة أكثر استدامة، كاستخدام الطاقة المتجددة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والتقليل من النفايات والانبعاثات.

ارتفاع بالحرارة وذوبان الجليد

البداية مع الدكتورة أفنان بنت عبداللطيف الملحم، أستاذ المناخ المساعد في جامعة الملك فيصل، التي تُؤكد أن التغير المناخي حقيقة علمية راسخة تُدعمها آلاف الأبحاث المحكمة من مراكز أبحاث عالمية، وأن الدليل لا يقتصر على ارتفاع درجات الحرارة، بل يشمل تسارع ذوبان الجليد، وتغير أنماط الأمطار، وازدياد تكرار الظواهر الجوية المتطرفة.

وقالت «الملحم»، إنه منذ أواخر القرن الـ19، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بحوالي 1.2 درجة مئوية، ووفقًا لـIPCC (2023) ، هذا التغير قد يبدو بسيطًا عدديًا، لكنه كافٍ لرفع منسوب سطح البحر بقرابة 20 سم، وتقليص مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي بنسبة 40% في الصيف منذ عام 1979.

وتزايدت موجات الحر القاتلة بنسبة مضاعفة تقريبًا خلال العقود الأربعة الأخيرة.

وأشارت «أفنان»، إلى أن المملكة تشهد موجات حر وغبار طويلة، وزيادة في التباين المطري بين السنوات، ورغم ذلك، فإن الدراسات الوطنية لا تُظهر حتى الآن دلائل قاطعة على تغير مناخي دائم، أو تحوّل مناخي جذري في المملكة. وأن التغيرات يُمكن تفسيرها على أنها تذبذبات مناخية دورية أكثر من كونها تغيراً مناخياُ طويل المدى.

النشاط البشرى بقفص الاتهام

وقال خبيرا الأرصاد صادق عطية وعيسى رمضان إن كبرى المؤسسات العلمية في العالم، مثل «وكالة ناسا NASA»، و»المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» WMO، تُجمع على أن مناخ الأرض، يشهد تغيرًا متسارعًا نتيجة النشاط البشري، خاصة انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون CO.

وأشارا إلى أن هذه الظواهر لا يُمكن تفسيرها إلا من خلال فهم التأثير البشري على النظام المناخي، خاصة عبر حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، وتجريف المساحات الخضراء.

وأوضح «رمضان»، أنه إذا استمرت الانبعاثات، فقد ترتفع درجات الحرارة بين 2°C و5°C بحلول 2100، ما يُهدد النظم البيئية، والشعاب المرجانية والأمن الغذائي وقال شرف رفود السفياني، رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك، إن الأدلة على تغير المناخ، تشمل ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل 3.7 ملم سنويًا، وانخفاض الغطاء الجليدي في القطب الشمالي بنسبة 13% لكل عقد منذ 1979، كما تُظهر السجلات المناخية زيادة في الظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف والجفاف.

وأشار إلى أن تشكيك البعض في التغير المناخي واعتباره مبالغة أو مؤامرة وهذه الآراء تفتقر إلى دعم علمي واسع، إذ إن 97% من العلماء المتخصصين في المناخ يتفقون على أن التغير المناخي حقيقي ومرتبط بالنشاط البشري.

وذكر الفلكي بدر العميرة، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، أن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا نعيشه نتيجة تلوث البيئة وارتفاع نسبة الكربون والميثان بالجو، ما يتسبب في تلوث الهواء واحتباس حرارة الشمس بالأرض، وينتج عن ذلك ارتفاع الحرارة المكتسبة وتشكل الرطوبة العالية، وجفاف الأنهار والتصحر في دول أخرى، ما يُشكل خللًا بالمناخ.

زيادة حدة الأعاصير

أما إبراهيم الجروان، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، فقال موجات الحر أصبحت أكثر تكرارًا وأكثر حدة.

وجليد القطب الشمالي تقلّص بشكل حاد؛ وفقد أكثر من 40% من حجمه الصيفي.

كما زاد عدد الأعاصير القوية، من نحو 1.0 إعصار سنويًا خلال الفترة (1980–2000)، إلى نحو 1.8 إعصار سنوياً خلال الفترة (تقريبًا 2001–2020)، أي الضعف تقريبًا .

وأشار «الجروان» إلى مستوى دول الخليج العربي التي شهدت تفاوتًا غير مستقر الاتجاه- صدر تقرير رسمي مؤخرًا، يُوضح أن مستوى الأمطار في 2023 زاد بنسبة نحو 39% عن مستواها في 2022، فيما سجلت أعلى درجة حرارة أعلى قيمة متوسطة لها لتبلغ 48.2 م، لتسجل ارتفاعًا بنحو 4% خلال الفترة نفسها.