تحسين الحياة الحضرية… وتحولات المجتمع

نعيش -ولله الحمد- تطوُّراتٍ سريعةً، ونموًّا مطَّردًا، في التحوُّلات الاجتماعيَّة، وبالطبع الوضع الجيوغرافي، وهذا ناتج عن كميَّة المشروعات والمبادرات والأهداف التي تجعل من مدننا ومحافظاتنا وقرانا في أوج تطوِّرها، ونهضتها وازدهارها، وبالتَّالي إذا انتعشت المباني والطرقات والأبراج والأسواق و«المولات»، سينعكس ذلك على الفرد والمجتمع.
هذا «الانسياق والتنسيق والتناسق» بين البنية والبناء، وبين «احتياجات الإنسان والفرد والمجتمع»، سيكون له تبعات من خلال برامج تستهدف هذا التنوُّع، وتتماشى مع (رُؤية 2030)، التي وضعت في الحسبان هذا التوجُّه وهذه التغييرات، ولم تتغاضَ عن متطلَّبات الفرد والمجتمع، فرسمت برامجَ وأهدافًا ومبادراتٍ تتوازن مع متطلَّبات المرحلة.. منها «جودة الحياة وصناعة الترفيه»، ومنها «الرياضة والاهتمام بالشباب» الذين هم عماد المجتمع، والذين يُشكِّلون حوالى (68%) منه.
هذا التناسق جعل من التغيير الاجتماعي هدفًا للدراسة والتمحيص، ووضع الخطط والإستراتيجيَّات، حتى لا تكون هناك «فجوة» بين المدخلات (الأهداف)، وبين المخرجات (أفراد المجتمع) -«الإنسان» بشكلٍ عامٍّ- من خلال تبنِّي أفكارٍ وأطروحاتٍ ونماذجَ تُغذِّي الفِكر وتنتشل المجتمع من حالته الأولى؛ إلى السير جنبًا إلى جنبٍ مع التطوُّر العمرانيِّ؛ وغيره من القفزات المرئيَّة والمُشَاهَدَة والمحسوسة. وقطعًا نحن لا نرى -إلَّا في حالات نادرة- التغيير السلوكي للفرد، وانعكاسات ذلك من خلال تصرُّفاته وأخلاقيَّاته واحترامه «للمال العام»، والتعايش مع التغييرات الاجتماعيَّة والثقافيَّة، واحترام الآخر، وتقبُّل هذه التغييرات بصدرٍ رحبٍ.. ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ وسائل الإعلام لها دورٌ كبيرٌ في المشاركة الفعليَّة والفاعلة في ذلك.
أنسنة المدن تعني أنْ تكون المدينة «جاذبة» لا «طاردة» للفرد، وأنْ تتعايش مع التغييرات التي تتماشى مع متطلبات الإنسان واحتياجاته. فعلى «وزارة البلديات» الاهتمام بالطرق والمباني والحدائق.. وعلى الجهات الأُخْرى أنْ تشارك في ذلك، كُلٌّ في مهمِّته وواجبه الوطني، كما أنَّ على القطاع الخاص دورًا كبيرًا.
وأتمنَّى أنْ أرى «مجتمعات الحي وجمعيَّات الحي»، و«برامج ومبادرات» تُعنَى بانتعاش الأحياء، وتسعى للتوافق والرقي والارتقاء بالحي وسكَّانه؛ كونها تنعكس إيجابًا على المجتمع بشكلٍ عامٍّ.