رسائل من حادثة تلك المذيعة

رسائل من حادثة تلك المذيعة

* (إحدى الإعلاميَّات المشهورات في مصر)، كانت قبل أيام ضيفةً على برنامج تلفزيوني حواري قديم ومعروف على نطاقٍ واسعٍ، وفيه تحدَّثت عن شيءٍ من تفاصيل حياتها، وكذا عن منجزاتها، ثم واصلت كاشفة -لأوَّل مرَّة- عن إحدى هواياتها، وهي الرسم التشكيلي، مستعرضةً بعض لوحاتها التي أعجبت مقدِّمة البرنامج، وجمهوره الحاضرون في الاستديو؛ حيث تكرَّرت كلمات الإطراء، وتسابقت الكفوف بالتَّصفيق، بصحبة ابتسامات الرِّضا من (الإعلاميَّة).

*****

* وعقب بث البرنامج، تبيَّن لاحقًا أنَّ بعض اللوحات التي نسبتها (تلك الإعلاميَّة لنفسها) تعود لفنَّانين أجانب، من بينهم الفنَّانة الدنماركيَّة ليزا لاش نيلسون، التي كتبت عبر حسابها في (انستغرام) أنَّ إحدى لوحاتها ظهرت في الحلقة، ثمَّ توالى بعد ذلك ظهور فنَّانين آخرين أكَّدوا الأمر نفسه.

*****

* إثر ذلك قامت القناة الحاضنة للبرنامج بحذف الحلقة، فيما قدَّمت مذيعته اعتذارها عن مساهمتها في نشر (لوحات مسروقة)، بعد ذلك قامت (الإعلاميَّة) بالاعتراف بسطوها على إبداعات غيرها، حيث أعلنت ما نصُّه: (أنا غلطتُ في حقِّ الفنَّانة الدنماركيَّة، وفي حقِّ كلِّ الفنَّانين، وفي حقِّ المنبر الذي تكلَّمتُ منه، والأهم غلطتُ في حقِّ نفسي…، أنا آسفة وزعلانة من نفسي)، وهذا الاعتراف، ومعه الاعتذار بالتأكيد يُحسَبَان لها، وإنْ كانت أخطأت.

*****

* وهنا ومع التقدير لشخص تلك الإعلاميَّة؛ إلَّا أنَّ ما وقع منها في ذلك البرنامج تحديدًا؛ أراه يُنادي بوقفات، منها: أنَّه يبعث برسالةٍ واضحةٍ وصريحةٍ لـ(كل اللاهثين وراء المشاهير)، بحثًا عن متابعتهم وتقليدهم، باعتبار حياتهم المثاليَّة التي يرونهم عليها في مواقع وتطبيقات التواصل ووسائل الإعلام؛ (يا أولئك)، أرجوكم انتبهوا، فما كلُّ مَا يلمعُ ذهبًا؛ فـ(العديد من أولئك المشاهير) يلبسون أقنعة تُزيِّف واقعهم، وتُخفي ما قد يُحيط به من أخطاءٍ وتجاوزاتٍ.

*****

* أمَّا ثانية الوقفات، ففي (الشهادة) -وللأسف الشديد- بأنَّ حقوق الملكيَّة في الوطن العربي تبدو في مهبِّ الريح، وذلك في مختلف مسارات الإبداع الفكرية والثقافية والفنية، الأمر الذي سمح لبعض المؤسَّسات التي تُعرَض عليها خطط إستراتيجيَّة ونماذج وأفكار لصناعة برامج أو محتوى ما، أنْ تتظاهر ابتداءً برفضها، وما هي إلَّا مدَّة قصيرة، ويتفاجأ (المسكين) الذي قدَّمها؛ بتنفيذها، مع تجاهله تمامًا، وهذا ما عانى منه (أخوكم كاتب هذه الحروف)، ولذا فهو يُطالب بمزيدٍ من العمل والحزم في هذا الإطار، فما أقسى مشاهدة ما تعبتُ وسهرتُ عليه، وقد خطفه غيرك وأنت لا حول لك ولا قوَّة إلَّا بترديد: (حسبي الله، ونعم الوكيل)، وسلامتكُم.