أقترح منح جائزة نوبل للسلام لأطفال غزة

إنَّه أمر قاهر لمُحبِّي السَّلام، أنْ يقوم مجرِّم الحرب نتنياهو -عدوُّ السَّلام- بترشيح غيره؛ لنَيل جائزة نوبل للسَّلام، بغضِّ النَّظر عن استحقاق هذا الغير للجائزة من عدمه!.
نتنياهو فاقد للسَّلام، ولا يصلح لصناعته، ولا للإرشاد لجائزته عبر ترشيح غيره، وفاقد الشَّيء لا يُعطيه، هذا ما تقوله الأمثال، ويشهد على صحَّة قولها مئات الألوف من ضحايا نتنياهو، الشُّهداء والجرحى في غزَّة، وباقي فلسطين. ولو تجسَّد إبليس للبشر؛ لخشي من تبنِّي أحد أسماء وصفات الله -عزَّ وجلَّ- (السَّلام)، لكنَّ نتنياهو لم يخشَ، وجعل إبليس تلميذًا له في الحروب، والمجازر، والإبادة الجماعيَّة، والتطهير العرقي، وتهجير أصحاب الأرض، وكلِّ ما هو ضدّ السَّلام!.
وخطاب ترشيح نتنياهو، هو إقرار مباشر منه أنَّه يُلوِّث السَّلام، ويهزأ بالعقل والكرامة الإنسانيَّة، ويسخر من الذين قتلهم، وما زالوا مدفونين تحت الرُكام، أو داخل القبور، أو خلف القُضبان!.
والسَّلام مثل نبات الأرض، لا ينمو في التربة السبخة، بل يحتاج إلى تربة طيِّبة، وريٍّ نقيٍّ، وبيئةٍ لا تطفح بالدم والنار، فكيف يتجرَّأ نتنياهو -وهو الذي لوَّث الأرض، ودمَّر الحجر والشجر والبشر، وأحرق غصن الزيتون- أنْ يزعم أنَّه ساعٍ للسَّلام بترشيح غيره لجوائز السَّلام، هذا أعجب شيء شاهدته من الطُّغاة على مرِّ العصور، حتَّى من هتلر، ودراكولا، وهولاكو!.
والسَّلام لا يُولد من القنابل التي يُلقيها نتنياهو ليل نهار، ولا يُصاغ في دهاليز موساد، وشاباك، وجيش مَن يسعى لتغيير خارطة الشرق الأوسط، على حساب جماجم، وأراضي، ومقدَّسات العرب والمسلمِينَ، ويتحدَّث عن السَّلام، بينما السَّلام بريءٌ منه إلى يوم القيامة!.
والكُرة الآن في ملعب لجنة جائزة نوبل في مملكة السويد، فإنْ رفضت التَّرشيح، فهذا يعني أنَّها ما زالت تملكُ شيئًا من العدل والإنصاف، وأنَّ جائزتها لم تُدنَّس بالأهواء الصهيونيَّة، ولا باللوبيَّات الضاغطة، أمَّا إنْ قبلته؛ فهذا يعني أنَّ فيها لوبيًّا خفيًّا يُحرِّكها كيف يشاء، خصوصًا ضدَّ العرب والمسلمِينَ!. باختصار: إمَّا أنْ تُمنح جائزة نوبل للسَّلام العادل، أو تُفصَّل على مقاس ومزاج دولة الاحتلال!.
أنا أرشِّح لنَيل جائزة نوبل للسَّلام (أطفال غزَّة)؛ الذين قتلهم مجرم الحرب نتنياهو، ورحلوا لربِّهم ذي الرَّحمة والسَّلام، وألَّا تكون جائزتهم شهادةً وحفنةً من الدولارات، بل نُصرة فلسطين وتحريرها من الاحتلال!.
[email protected]
@T_algashgari