الأمن الرقمي ومواجهة التهديدات الحديثة للاختراقات

“الهجمات السيبرانية لا تستهدف الأنظمة فقط، بل تستغل غفلة الإنسان قبل ثغرة النظام.”
في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبح الأمن السيبراني أكثر من مجرد خيار، بل هو ضرورة لا غنى عنها لحماية الأفراد والمؤسسات والدول من التهديدات الإلكترونية المتزايدة والمتطورة باستمرار.
ما هو الأمن السيبراني؟
الأمن السيبراني هو مجموعة من الوسائل والتقنيات والإجراءات المصممة لحماية الأنظمة والشبكات والبرمجيات من الهجمات الرقمية التي تهدف إلى الوصول غير المصرح به، أو التعديل، أو التدمير، أو سرقة المعلومات.
اختراقات أمنية واقعية أثارت العالم:
1- هجوم SolarWinds (2020)
قامت مجموعة متقدمة من القراصنة بزرع برمجية خبيثة في تحديث أداة SolarWinds Orion، مما أتاح لهم الوصول إلى شبكات أكثر من 18,000 جهة، بينها وكالات حكومية أمريكية وشركات كبرى مثل Microsoft.
2- اختراق شركة Marriott (2018)
تم تسريب بيانات شخصية لأكثر من 500 مليون نزيل، بما في ذلك الأسماء، وأرقام الجوازات، والعناوين، مما شكّل ضربة قوية لثقة العملاء.
3- هجوم WannaCry (2017)
انتشر فيروس فدية عالميًا واستهدف أنظمة Windows، معطلًا المستشفيات البريطانية، ومصانع سيارات، ومؤسسات أخرى في أكثر من 150 دولة.
دروس مستفادة:
– الهجمات لا تفرق بين كبير وصغير: سواء كانت مؤسسة ضخمة أو فردًا عاديًا، الجميع معرض للخطر.
-العنصر البشري هو الحلقة الأضعف: كثير من الهجمات تبدأ من نقرة واحدة على رابط مشبوه أو فتح مرفق مجهول.
– التحديثات الأمنية ضرورة وليست خيارًا: تأجيل تثبيت التحديثات يعرض الأنظمة لثغرات معروفة تستغلها البرمجيات الخبيثة.
التوصيات والوقاية:
– رفع الوعي السيبراني لدى الموظفين والمستخدمين عبر دورات تدريبية دورية.
– تطبيق مصادقة متعددة العوامل (MFA) لتأمين الدخول إلى الحسابات.
– مراقبة الشبكات باستخدام أنظمة كشف التسلل (IDS) وتحليل السلوك.
– النسخ الاحتياطي المنتظم للبيانات واستعادتها في حال الطوارئ.
ختامًا:
إن مسؤولية الأمن السيبراني لم تعد حكرًا على قسم تقنية المعلومات، بل هي مسؤولية مشتركة تبدأ من رأس الهرم الإداري إلى كل موظف في المؤسسة. علينا أن ندرك أن التهديدات الإلكترونية تتطور، وعلى دفاعاتنا أن تتطور معها.
*رئيس تقنية المعلومات – متخصص في الأمن السيبراني