اختيار فرع الدراسة في الجامعة

يُعدُّ اختيار التخصص الجامعي، نقطة تحوُّل رئيسة في حياة الطالب؛ لما له من تأثير طويل الأمد على مستقبله الأكاديميِّ والمهنيِّ. لكن في كثير من الأحيان، لا يكون القرار حُرًّا بالكامل، إذ تلعب توجُّهات الأسرة دورًا كبيرًا، خاصَّةً عندما يتعلَّق الأمر بتخصُّصات مثل: الطب، والهندسة، التي كثيرًا ما يراها الآباءُ الخيار الأمثل لأبنائهم.
لطالما حظي تخصص الطب باهتمام بالغ من المجتمع، ويعتبره الكثيرون أعلى سُلَّم المهن، من حيث المكانة الاجتماعيَّة، الطبيب يُنظر إليه على أنَّه شخصيَّة موثوقة، لها احترام خاص، ومساهمة إنسانيَّة عظيمة. إضافة إلى ذلك، فإنَّ المردود المالي المرتبط بمهنة الطب، يُعدُّ من أعلى المداخيل الوظيفيَّة، خاصَّةً مع تراكم الخبرة، أو العمل في القطاع الخاص، ما يعزِّز من إصرار كثير من الآباء على أنْ يدرس أبناؤهم هذا التخصص.
أمَّا الهندسة، فهي مجال يبرع فيه أصحاب التفكير التحليلي والنقدي، ممَّن يمتلكون القدرة على التعامل مع المشكلات المعقَّدة، وتقديم حلول مبتكرة، فالمهندس يُدرَّب على التخطيط المنهجيِّ، والعمل الجماعيِّ، والتفكير المنطقيِّ، وهي مهارات لا تقتصر فائدتها على العمل، بل تنعكس -أيضًا- على أسلوب الحياة، ويمكن للمهندس التميُّز في الأعمال الحُرَّة وريادة الأعمال بشكل كبير، وبسبب هذا يرى كثير من الآباء أنَّ دراسة الهندسة تضمن مستقبلًا وظيفيًّا واعدًا، خاصَّةً في مجالات التكنولوجيا، والبنية التحتيَّة، والصناعة، ومشروعات الإنشاءات.
رغم فوائد هذه التخصصات، لكن من الضروري أنْ يُتاح للطالب المجال؛ لاستكشاف ميوله وقدراته، التخصص الذي يُفرض على الطالب دون شغف، قد يؤدِّي إلى الإحباط أو الفشل، بينما اختيار تخصص يتوافق مع الاهتمامات يمكن أنْ ينتج عنه تميُّز وابتكار، لذلك يجب أنْ يكون دور الأسرة توجيهيًّا لا إجباريًّا، قائمًا على الحوار والثقة، لا الفرض والضغط.