محنة المسافر السوداني ودور الجمعية الخيرية!

محنة المسافر السوداني ودور الجمعية الخيرية!

* (مسافر سوداني) لا يزال عالقًا في مطار إسطنبول الدولي، لأكثر من (43 يومًا)؛ حيث يعيش مأساة إنسانيَّة بما تحمله الكلمة من معنى، حيث وجد نفسه محاصرًا في منطقة العبور الدوليَّة، حيث كان في طريقه من الخرطوم إلى دمشق عبر إسطنبول، إلَّا أنَّ إلغاء الرحلات المتَّجهة إلى سوريا حال دون استكماله رحلته؛ ممَّا اضطُره للبقاء في منطقة الترانزيت بالمطار، فلم تسمح له الأنظمة التركيَّة بدخولها، فيما لا يملك المال لشراء تذكرة عودة إلى بلاده السودان، هذا ما أكَّدته منصَّة Havasosyalmedya التركية المتخصِّصة في شؤون الطيران المدني، ونقلتها وسائل الإعلام المختلفة، ومنها صحيفة (المدينة).

*****

* أزمة ذلك الرَّاكب -أدعو الله تعالى أنْ يكون قد تيسَّر أمره-، قد يمرُّ بها أيٌّ منَّا خارج المملكة، وربَّما حتَّى في محطَّات السفر الداخليَّة؛ لسبب أو لآخر، راجع للشركات الناقلة، أو لظروف طارئة تتعلَّق بالمسافر نفسه، تأخَّر جرَّاءها عن رحلته، ليجد نفسه منقطعًا؛ فحينها قد لا يكون معه النقود الكافية للوفاء بما ترتَّب على التأجيل، سواء كان قيمة حجز جديد، إذا أتيح في وقت قريب؛ أو مصروفات إقامة ومعيشة إذا كانت الرحلة المقبلة بعيدة، فقد تكون أحيانًا لعدة أيام.

*****

* طبعًا، وبالتأكيد في مثل تلك الحالات، الجهات المعنيَّة ستقوم بواجبها إذا كان التأخير من الناقل، سواء كان ذلك من المحطَّات الجويَّة، أو البريَّة، أو البحريَّة، ولكن الظروف الطارئة الأخرى، أقترح لمعالجتها إنشاء جمعيَّة خيريَّة لـ»عابري السبيل»، تكون مختصَّة بالدعم السريع، والمساندة العاجلة للمسافرين المنقطعين، وفق ضوابط تضمن مصداقيَّة احتياجهم، وذلك بالتنسيق مع المؤسَّسات ذات العلاقة.

*****

* وتلك الجمعيَّة يؤكِّد على أهميَّة حضورها، الحاجة إليها، وقبل ذلك الحق الثابت لـ(ابن السبيل) في ديننا الإسلامي؛ فالله تعالى يقول في سورة الإسراء: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا)؛ إذ يُعطَى من الزكاة بقدر ما يوصله إلى بلده، ولو كان غنيًّا فيها -كما أكَّد على ذلك العلماء-، فلعلَّ جمعيَّة (عابر سبيل) ترى النور قريبًا، وهـذا أرجوه وأتطلَّع إليه -كما ذكرتُ ذات مقال-، وسـلامتكُم.