إليك، معالي وزير الاتصالات

في قديم الزَّمان، كانوا يقولون: إنَّ المال هو عصب الحياة، لكنَّ هذه النظريَّة أصبحت من الماضي، أمام ثورة الاتِّصالات في عصرنا الحاضر، والتي تُعدُّ عصب الحياة، لتدخلها وحكمها في كلِّ مناحي الحياة، فإنسان العصر لا يستطيع العيش بدون هاتف، وهو إحدى وسائل اتِّصالات العصر، لكنْ لكُم أنْ تتخيَّلوا عن حيٍّ جديد هو حي الفيحاء (درب الحرمين) وغيرها من الأحياء الجديدة في مدينة عصريَّة هي جدَّة، واجهة الحضارة لبلادنا الغالية، والتي يفد إليها عشرات الملايين سنويًّا.
هذا الحي الجديد الملاصق لجامعة الملك عبدالعزيز، يعاني من انعدام الاتِّصالات، حتَّى أنَّ سكَّانه عمدوا إلى تركيب أجهزة إلتقاط لتقوية الاتِّصالات في الحي، على أمل «لعلَّ وعسى»، مثلما كان سكَّان جدَّة قبل أكثر من أربعة عقود يركِّبون الأطباق لالتقاط البث القادم من أرض الكنانة، ومع أنَّهم نجحوا -آنذاك- في التقاط بث التلفزيون المصريِّ، فإنَّ محاولاتهم الحاليَّة لتقوية الاتِّصال الهاتفي «الجوال»، والإنترنت باءت بالفشل، تمامًا مثل محاولاتهم مع شركات الاتِّصالات لتوصيل خدمات الفايبر، وحتَّى البث الهوائي عن طريق الأبراج الموجودة خارج الحي، أمَّا داخله فلا توجد أبراج للاستفادة منها، وكان أملهم في دعم هيئة الاتِّصالات في إجبار شركات الاتِّصالات على توفير الخدمة، لكنَّ الهيئة مالت مع كفَّة الشركات، من خلال ردودها التي تعترف بالمشكلة، لكنَّها لا توجد لها الحلول كهيئة مشرِّعة، وكان ردُّها دائمًا «سيتم أخذ الموضوع في الحسبان»، لكن في أيِّ عام لا أحدَ يعلم سوى الهيئة، وبالتالي على المواطنين أنْ يواصلوا دفع رسوم الاشتراكات لخدمة شبه معدومة، وعديمة الفاعليَّة.
فإليك يا وزير الاتِّصالات يتوجَّه سكَّان الحي بندائهم؛ لأنَّك الملاذُ الأخيرُ لهم.