لإجازة مريحة وآمنة بإذن الله

لإجازة مريحة وآمنة بإذن الله

اعتدنا في نهاية كل عام دراسي، ومع بداية الإجازة الصيفيَّة، أنْ يتَّجه الكثير من الكُتَّاب والمفكِّرين لكتابة مقالات، ومناقشة موضوع قضاء الأسر إجازتهم، واستغلال الأبناء أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وأنا هنا أحاول تناول هذا الموضوع من زاوية أُخْرى، وهي التَّنبيه على بعض الأمور التي يجب مراعاتها وأخذها بعين الاعتبار عند قضاء إجازاتنا، والتي قد نغفل عنها، أو لا نوليها اهتمامًا كبيرًا، والتي ربما عند التساهل فيها تتكدَّر إجازتنا، ولا نستمتع بها -لا سمح الله-.

وأوَّل هذه الأمور، استشعار أنَّ أفراد الأسرة أمانة يجب المحافظة عليها، ونحن مسؤولون أمام الله عنها، قال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)، ومن هذا المنطلق، فإنَّه يجب علينا متابعتهم أثناء السَّفر، وأثناء ممارسة الأنشطة، وتعلُّم المهارات، وحتَّى أثناء بقائهم أمام الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعيِّ في المنزل.

ولعلَّ الكثير من الأُسر تحزم حقائبها مع بداية الإجازة؛ لقضائها، أو قضاء جزءٍ منها خارج البلاد، وهنا لابُدَّ أنْ يراعوا بعض الأمور؛ لضمان سلامتهم، وعودتهم إلى أرض الوطن -بحول الله- سالمين، مستمتعين، ومن أهمِّ هذه الأمور، التواصل مع السَّفارة السعوديَّة بمجرَّد الوصول، وإشعارها بوجودهم في تلك الدولة، وعدم الانتظار حتَّى حصول مكروه -لا سمح الله-.

كذلك فإنَّه يجب مراعاة توفُّر إجراءات السَّلامة عند استخدام وسائل النقل المختلفة، وأثناء التجوُّل في الطبيعة، خصوصًا عند صعود المرتفعات، وعبور الجسور، واستقلال القوارب في البحار والأنهار، وزيارة مدن الألعاب، فلطالما نقلت لنا وسائل الإعلام والتواصل حوادث سقوط، أو غرق لبعض السيَّاح في تلك الدول، وعدم ارتياد الأماكن المشبوهة، والذهاب إلى الأماكن البعيدة، أو المعزولة إلَّا مع قروبات يتوفَّر بها مرشدون سياحيون، ومسؤول عن الأمن، ويبقى خيار السياحة الداخليَّة هو الخيار الأمثل، فبلادنا تنعم -بفضل الله- بالكثير من الأماكن السياحيَّة ذات الطبيعة الخلَّابة، والتنوُّع التضاريسي والمناخي، مع توفُّر الأمن، وإجراءات السَّلامة، وقد أصبحت مقصدًا للسيَّاح من مختلف دول العالم.

وهناك بعض الأسر؛ نظرًا لارتباط بعض أفرادها بأعمال، يفضِّلون إشراك الأبناء في أندية، ومراكز فيها أنشطة رياضيَّة وثقافيَّة، وهذا خيار جيد، مع مراعاة اختيار نوع النشاط المناسب، وأنْ يكون النادي، أو المركز مصرَّحًا من وزارة الرِّياضة، ويُوجد به مشرفون ومدربون مؤهلون ومعتمدون من الاتحادات السعوديَّة، وكذلك إجراء كشف طبي قبل ممارسة الألعاب، خصوصًا الألعاب التي تعتمد على بذل مجهود، أو بها نوع من الاحتكاك مثل ألعاب الدفاع عن النفس، ورفع الأثقال، وبناء الأجسام، ونحوها.

وهناك بعض الأسر قد لا يكون عندهم الوقت لمثل هذه الأمور، فيفضِّلون قضاء الأبناء الإجازة في المنزل أمام الأجهزة الإلكترونيَّة، ومتابعة وسائل التواصل، وقد يجد البعض شيئًا من الارتياح عندما يجد الأبناء منشغلين بهذه الأجهزة لساعات طويلة، ولا يطالبُون بالسَّفر ولا بالخروج، لكنَّ هذا أمر يدفعون ثمنه من صحتهم، وربما فكرهم وأخلاقهم، فقد يدخلون على بعض المواقع المشبوهة، أو يتواصلون مع بعض الأشخاص الذين يتبنُّون بعض الفكر المنحرف، أو يروِّجون لبعض الأخلاقيات السيئة، وحسبك من هذا التغيُّر الذي تلحظ في ألفاظ الأبناء، وتردد بعض الألفاظ القبيحة على ألسنتهم التي يكتسبونها من مثل هؤلاء الأشخاص؛ لذلك ينبغي أنْ نراقب الأبناء، ونتابعهم، ونعرف المواقع التي يدخلون عليها، والأشخاص الذين يتواصلون معهم.

وحتَّى مع البقاء في المنزل، وأمام الأجهزة، فهناك العديد من المبادرات التي تدعمها الدولة وتشجِّعها عن طريق الأكاديميَّات والجامعات والمعاهد والمراكز، والتي تقدِّم الكثير من البرامج المجانيَّة (عن بُعد)، والتي يمكن أنْ يتعلَّموا منها مهارات جديدة، في مجالات مختلفة، ويُمنحون عليها شهادات معتمدة تفيدهم في بناء مستقبلهم.