الثلاث مراحل التعليمية بين الجامعات والمدارس الحكومية

الثلاث مراحل التعليمية بين الجامعات والمدارس الحكومية

يحتج البعض بأنَّ بعض الجامعات عادت إلى نظام الفصلين الدراسيَّين، وقد يبرِّرون ذلك بعدم نجاح نظام الفصول الدراسيَّة الثلاثة، وأعتقد أنَّ هذا المبرر غير واقعيٍّ؛ لأنَّ هناك فرقًا بين نظام الدراسة في الجامعات، ونظام التعليم العام، حيث إنَّ الجامعات لديها فصلٌ صيفيٌّ لطلابها وطالباتها، بالإضافة إلى أنَّ الآليَّة المتبعة لإعداد المناهج والمقرَّرات الدراسيَّة في الجامعات تختلف عنها في التعليم العام، حيث إنَّ وضع المناهج في الجامعات تقوم به كل جامعة على حِدَة، وغير موحَّدة، ما عدا متطلَّبات الجامعة والتي لا تتجاوز مقرَّراتها أصابع اليد، بينما في التعليم العام فإنَّ المناهج موحَّدة لكلِّ مرحلة، مرحلة، وسنة دراسيَّة، كما أنَّ المرحلة العمريَّة للطالب والطالبة بالجامعة تختلف عن المرحلة العمريَّة للطلاب والطالبات بالتعليم العام؛ لأنَّ الطالب والطالبة في المرحلة الجامعيَّة، بعد انتهاء الفصلين الدراسيَّين خلال العام الدراسيِّ يقوم بالاستفادة من وقت الفراغ، بأنْ يلتحق بعمل تدريبيٍّ صيفيٍّ في مجال تخصصه لدى الجهات المختلفة، سواء في القطاع الحكوميِّ، أو القطاع الخاص؛ لاكتساب الخبرة، والتطبيق الفعليِّ لمجال دراسته وإعداده للمستقبل، أو دراسة الفصل الصيفيِّ حسب ظروف الطالب أو الطالبة، وذلك لتحقيق متطلبات التخرُّج، ويكون مهيَّأ -بمشيئة الله- لسوق العمل، متسلحًا بالتحصيل العلمي المناسب، وبالخبرة التدريبيَّة لتؤهله لسوق العمل الملائم لمجال تخصصه.

أمَّا بخصوص التعليم العام، فإنَّ وجود الفصول الدراسيَّة الثلاثة، يساهم في الاستفادة من وقت الفراغ لمصلحة الطالب أو الطالبة، بتحقيق مزيد من التحصيل العلمي، والحصول على مهارات ومعلومات كافية؛ لإعداد الطالب الإعداد الجيد والسليم لحين الالتحاق بالجامعة، أو الحصول على دبلومات تؤهله لسوق العمل -بمشيئة الله-.

ولم يهمل رأي الجميع من طلاب، وطالبات، وأولياء أمور ومعلِّمين ومعلِّمات ومسؤولين تربويِّين من حيث استمرار الوضع الحاليِّ، أو العودة لنظام الفصلين الدراسيَّين، حيث إنَّ الوزارة مشكورة، بناء على توجيه الدولة، وتوصيات مجلس الشورى، تقوم الوزارة بإجراء العديد من الدراسات دوريًّا عن إيجابيَّات وسلبيَّات الفصول الدراسيَّة الثلاثة، وأيضًا عن طريق استبانات توزع إلكترونيًّا، وجمع بياناتها، ثم تحليلها إحصائيًّا، وإجراء الاختبارات الاحصائيَّة المناسبة لاتِّخاذ القرار المناسب والملائم لنظام الدراسة في مملكتنا الحبيبة، فيما يتلاءم مع مصلحة الطلاب والطالبات، وتحقيق الأهداف المرجوَّة من العمليَّة التعليميَّة.