آلاف السودانيين يغادرون شمال كردفان

يواجه عشرات الآلاف من السودانيين أوضاعًا إنسانية صعبة في ولاية شمال كردفان، دفعتهم إلى النزوح نحو مدينة الأبيض، عاصمة الولاية؛ بسبب الحرب وانتشار الكوليرا.
وقالت صحيفة «سودان تربيون»، إنَّ حكومة الولاية أكدت استقبال مدينة الأبيض لأعداد كبيرة من النازحين، وسط تسجيل وفيات وإصابات بمرض الكوليرا في صفوف السكان.
وأوضح مفوض العون الإنساني بالولاية محمد إسماعيل، أنَّ «أكثر من 600 أسرة، ونحو 30 ألف شخص، نزحوا من القرى شمال بارا، بسبب الأوضاع العسكريَّة في المنطقة.
وأضاف إنَّ «مدينة الأبيض تشهد تدفقات مستمرة للنازحين من مناطق الخوي وجنوب المدينة وبارا»، مشيرًا إلى أنَّ «القرى المستهدَفة لا تشهد أي أنشطة عسكريَّة».
وأفادت مصادر محلية للصحيفة، بأنَّ سكان قرية أم زين الواقعة على بعد 50 كيلومترًا شرقي الأبيض نزوحوا منها مشيًا على الأقدام أو عبر الدواب.
وتشير إحصائيات منظمة الهجرة الدولية إلى نزوح أكثر من 3 آلاف أسرة من 12 قرية بمحليَّة بارا، منها أم قرفة والمرخة وأم تراكيش، مؤكدة لجوء الفارِّين إلى مناطق في شيكان وأم دم حاج أحمد، وولايات جنوب كردفان والنيل الأبيض والخرطوم.
وفي أواخر يونيو الماضي، شنَّت قوات الدعم السريع هجمات على قرى بمحلية شيكان جنوبي الأبيض، ضمن محاولات لتضييق الخناق على المدينة.
وفيما يتعلَّق بانتشار الكوليرا، حذَّر مفوض العون الإنساني محمد إسماعيل، من انتشار وباء الكوليرا، معلنًا تسجيل أكثر من 80 إصابة و4 وفيات في مدينة الأبيض، وسط صعوبات تواجه فرق الصحة للوصول إلى القرى المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع، داعيًا إلى تمكين فرق الإغاثة والمنظمات الإنسانية من الوصول إلى المناطق المتضررة للحد من تفشي الوباء.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، ما أثَّر على الخدمات الصحيَّة والأوضاع المعيشيَّة للسودانيين، خاصة في تفاقم أزمة النزوح داخليًّا وخارجيًّا.
وتوسطت أطراف عربية وإفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلَّا أنَّ هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.