ألعاب ترفيهية

هل تتذكرون «جينسن هوانج».. حضر ضمن وفد رجال الأعمال الأمريكيين المرافقين للرئيس دونالد ترامب في زيارته للمملكة في 13 مايو 2025.. وتحدث عن مستقبل الرقائق في العالم، وعن التطلعات لمستقبل صناعة أشباه الموصلات في المملكة.. ووقَّعت شركته الرائدة «إنفيديا» اتفاقية مع شركة «هيوماين» السعودية للريادة – بمشيئة الله- في هذا المجال.. وللعلم فالشركة السعودية مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، وتهدف لريادة تقنيات الذكاء الاصطناعي عالمياُ.. وهي من أهم مكونات التقنية الحديثة للوطن لرؤية 2030.. ونعود «لهوانج» الذي تُقدَّر ثروته بحوالى نصف تريليون ريال.. ما يعادل مكونات «تل» مبني من ألف مليون ورقة من فئة الخمسمائة ريال.. ووراء تلك الثروة «لعب عيال».. من جد.. أسَّس الرجل شركة «إنفيديا» عام 1993 لتطوير الألعاب الإلكترونية.. من معالجات الرسومات، وبطاقات العرض المرئي والشرائح لتطبيقات الفيديو المختلفة.. وتوسَّع نشاط الشركة ليشمل تخصصات الحوسبة، والذكاء الاصطناعي في الهواتف، والحواسيب، والألواح، وغيرها.. ومختصر الموضوع أن تخصُّص شركته بدأ بالألعاب.. وموضوع اللعب أكبر وأكثر تعقيداً مما نتخيَّل، فله بعض الجوانب غير المتوقعة.. وأتذكر شخصياً بعض المواد الدراسية التي عانيت من صعوبتها خلال دراستي الجامعية منذ أكثر من أربعين سنة.. في مقدمتها كانت «نظرية الألعاب»، وبالرغم من اسمها الظريف، إلا أنها مُشبّعة بالافتراضات السلوكية الصعبة، والمعادلات الرياضية المعقّدة، والنتائج غير المتوقعة في ما يتعلق بالتنبؤ بنتائج التعاملات بين الأطراف سواء كانوا من الأفراد، أو الشركات، أو حتى الدول.. وكانت العديد من تلك التعاملات مشبّعة بالنذالة.. يعني تقدّم المصالح الشخصية على المصالح العامة.. يعني تخيَّل معادلات معقَّدة، وحسابات مشربكة، وساعات دراسية طويلة.. ونتائجها محصلات نذالة في سلوكيات بعض الجهات المعنية بأشكالها وألوانها المختلفة.. قمة الإحباط.. طيّب بدأت المقال باللعب في المجال الإلكتروني، وانتقلت إلى اللعب في مجال السلوكيات ونمذجتها الرياضية، والآن ننتقل إلى الجوانب النفسية.. فضلاً لاحظ أن أحد الأنشطة الأساسية التي نبدأ بها حياتنا هي اللعب.. وما نُصنّفه بلعب «العيال»، هو من الأنشطة التي تصقل شخصيات البشر.. فضلاً أنظر في الألعاب التي تُركِّز على التفكير مثل الشطرنج، أو البناء مثل مكعبات «ليجو»، ومحاكاة بناء المنشآت والمدن، والحسابات، والقراءة، وتأكَّد أن تأثيرها سيكون مختلفاً تماماً عن الألعاب التي تُركِّز على القتل، والدمار، والجنون في قيادة السيارات. ولاحظ أيضاً الألعاب التي تعتمد على الفوز والهزيمة، تُركِّز على وجود الفائزين من جانب، والخاسرين دائماً من جانب آخر. وتخيَّل تأثير ذلك على نفسية الأطفال أثناء مراحل نموهم المختلفة.. ولاحظ أيضاً تدنِّي مقدار استثمار الأهالي في المشاركة في لعب أطفالهم، أو على الأقل استكشاف محاسن ومخاطر اللعب المختلفة.
* أمنيـــــــــــة:
تحدَّثت أعلاه عن ثلاثة أبعاد للعب.. أولها أهمية اللعب الإلكتروني.. وثانيها تنبؤات السلوكيات من خلال النمذجة الرياضية التي تُسمَّى «نظرية الألعاب».. وثالثها دور اللعب في صقل شخصية الطفل.. وأود أن أؤكد على أن التعليم هو أحد أهم الاستثمارات في التنمية، وأن التركيز على المعلم، والمدرسة، والمقررات الدراسية، ودور الأسرة، لا تقل أهمية عن المادة العلمية التي تُقدَّم للطلاب.. أتمنى أن نضيف دور اللعب لـ «أبعاد التعليم»، ففيه مؤثِّرات مهمّة على مستقبل الأجيال الناشئة.. اللهم وفّق أبناءنا وأحفادنا لما فيه الخير والتقدُّم للبلاد والعباد، وهو من وراء القصد.