الناهي: أستاذ من أرقى الجامعات يستخدم سيارة أجرة للتنقل يومياً

الناهي: أستاذ من أرقى الجامعات يستخدم سيارة أجرة للتنقل يومياً

خرج من قريته «يعرى» يتيما، يتخبط ظروف الحياة ..لا يعرف أين يسير، وإلى أين ستقوده قدماه.. كانت الدموع قد تحجرت في المآقي واستنزفت قطراتها حتى أحرقت وجهه النحيل ليقاوم ويصبر ويثابر حتى أصبح فيما بعد أستاذا في إحدى أرقى الجامعات العالمية، بجامعة الملك سعود.

غادر عبدالله قريته الصغيرة ملتفتا نحوها بعد ان قطع واديها وكأنه يلملم سنوات البساطة والفقر متوجهاً إلى مجتمع أكثر اتساعا وفرصا فكانت وجهته للعاصمة الرياض، أبهرته العاصمة بأتساعها وسرعة نموها وهو يهدف للحصول على وظيفة بشهادة الثانوية العامة.

ولاحت له بالأفق الفرصة حين تم قبوله بقسم الدعوة والإعلام.

ولكن هاجس الوظيفة لا يزال يطارده، لذلك أصبح يبحث عنها حتى قادته الأقدار مرة أخرى إلى إعلان وظيفة حارس أمن في جامعة الملك سعود فكان يدرس في جامعة الإمام ويعمل حارسا في جامعة الملك سعود ليحصل على البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراة .

حصل على وظيفة مشرف أكاديمي في عمادة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود، وبدأ عمله في الجامعة ومن العجيب أنه كان يذهب لعمله كأكاديمي على سيارته الأجرة، والبعض يرمقه ويزدريه لكن كل تلكم النظرات الزائفة لم تؤثر على نفسه؛ لأنه أيقن أن سيارة الأجرة كانت أهم مصادر دخله تلك المرحلة.

ومع أول راتب شهري، ترك سيارة الأجرة ليبدأ حياته الأكاديمية بجامعة الملك سعود لمدة ثلاث سنوات، بعدها كلف بإدارة السنة التحضيرية في جامعة الجوف لمدة عامين، وبعدها غادر إلى أميركا ليدرس اللغة الإنجليزية ليعود إلى جامعته مرة أخرى وهذه المرة أستاذا محاضرا وليس حارس أمن أوسائق تاكسي.