دعوة الرئيس الإسرائيلي لنتنياهو: لا مجال للتأخير!

دعوة الرئيس الإسرائيلي لنتنياهو: لا مجال للتأخير!

فيما تشهد العاصمة القطرية الدوحة جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى هدنة في غزة واتفاق للإفراج عن الرهائن، يبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم زيارة مرتقبة إلى البيت الأبيض، يري المراقبون أنها قد تشهد «حلحلة».

واجتمع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتزوج، مع نتنياهو، مؤكدا على أهمية إحراز تقدم في محادثات صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار، قائلًا إن «نتنياهو يحمل معه مهمة هامة لإعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم».

وأضاف: «أدعم هذه الجهود، رغم ما قد تتطلبه من قرارات صعبة ومؤلمة».

كما أعرب هرتسوج عن دعمه لفريق التفاوض في العاصمة القطرية، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط لتحقيق تقدم سريع، مشددًا بالقول: «لا وقت نضيعه» – على حد قوله.

ووجّه الرئيس الإسرائيلي ، شكره لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، على «دعمه في مواجهة التهديد النووي الإيراني، وموقفه الثابت من دعم إسرائيل».

ووصفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، لقاء الرئيس الإسرائيلي ، برئيس الوزراء، بأنه «حدث نادر».

وكانت الحكومة الإسرائيلية، قد أعلنت السبت، أن التعديلات التي اقترحتها حركة حماس الفلسطينية، على مقترح وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية، «غير مقبولة»، لكنها أكدت في الوقت ذاته استعدادها لمواصلة المفاوضات في الدوحة.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو: «التغييرات التي تريد «حماس» إدخالها على الاقتراح القطري، وصلتنا الليلة الماضية، وهي غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل».

وأضاف البيان أن نتنياهو «أنهى تقييماً أمنياً للوضع، وأصدر تعليمات لفريق التفاوض بقبول الدعوة إلى إجراء محادثات مباشرة ومكثفة في قطر، استنادًا إلى الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل سابقا».

من جانبها، أكدت حركة «حماس» الفلسطينية، أن «جميع الفصائل والقوى الفلسطينية رحبت برد الحركة على المقترح المطروح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة»، مشيرة إلى أنها أجرت سلسلة اتصالات واسعة مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية للتنسيق والتشاور حول الرد على ورقة الإطار الخاصة بإنهاء الحرب وآليات تنفيذها قبل تسليمه للوسطاء.

وأفاد مسؤول فلسطيني مطلع على سير المباحثات وكالة فرانس برس بأن «الوسطاء أبلغوا حماس ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة « مشيرا إلى أن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية «يتواجدون حاليا في الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية».

وقال مصدر فلسطيني مطلع لفرانس برس إن المقترح الجديد «يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين».

والتغييرات التي تطالب بها حماس، بحسب هذه المصادر، تتعلق بشروط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والضمانات التي تسعى إليها لوقف الأعمال العدائية بعد ستين يوما، وسيطرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها من جديد على توزيع المساعدات الإنسانية.

ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم عام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

من جانبه، قال الرئيس ترامب الذي يستقبل نتنياهو اليوم في البيت الأبيض، إنّه «قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة» الأسبوع المقبل.

والسبت، دعا منتدى عائلات الرهائن خلال تجمع حاشد في تل أبيب، المسؤولين الإسرائيليين إلى «اتفاق شامل» يتيح الإفراج عنهم جميعا.

وأتاحت هدنة أولى لأسبوع فينو فمبر 2023 وهدنة ثانية لحوالى شهرين في مطلع 2025 تم التوصل إليهما عبر وساطة قطرية وأمريكية ومصرية، الإفراج عن عدد من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وفي قطاع غزة الذي كان يعد أكثر من مليوني نسمة نزحوا بصورة متكررة وفي ظروف صعبة، بحسب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، استشهد عشرات الفلسطينيين في ضربات إسرائيلية، وفق ما ذكر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أمس.

واظهرت صور لوكالة فرانس برس منزلا تضرر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة (شمال) حيث كان السكان ينتشلون جثثاً من تحت الأنقاض.

وفي مستشفى الشفاء حيث تم نقل 10 قتلى، وقف أقاربهم بجانب جثث ملفوفة بأكفان بلاستيكية موضوعة على الأرض، قبل أن يؤدوا صلاة الجنازة.

وقال يحيى أبو سفيان «أبلغوني باستهداف منزل أخي، ولدى وصولي إلى هنا وجدت قتلى وجثث أطفال ممزقة».

وقُتل في غزة ما لا يقل عن 57418 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، في الرد الاسرائيلي على الهجوم، وفق حصيلة وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.