الكرة السعودية تبرز وتستقطب الانتباه على الساحة العالمية

الكرة السعودية تبرز وتستقطب الانتباه على الساحة العالمية

بحضور لافت يليق بالأبطال ووداع لا يكون إلا للكبار سطر الهلال اسمه بين عمالقة الكرة العالمية وكان خير من يمثل الوطن ويغادر كأس العالم للأندية بعد مستويات مشرفة أكدت مكانة السعودية وأنديتها عالميًا؛ ولن ينسى التاريخ الكروي الأوَّل من شهر يوليو، سيُسطَّر في التاريخ للرياضة السعوديَّة، وللوطن، وقيادته الحكيمة المُلهَمة باللَّون الأزرق الهلاليِّ، ويتألَّق برباعيَّة تاريخيَّة على أقوى فرق أوروبا -مانشيستر سيتي-؛ ليحقق أعظم فوز عربيٍّ للأندية في التاريخ.

لطالما تابعتُ الكرة السعوديَّة، ومنذ زمن طويل، وأعي جيِّدًا معنى الروح القتاليَّة، وشخصيَّة الفريق على أرض الملعب، وكل التوقُّعات والأرقام التي تُسجَّل من قِبل الخبراء المختصِّين، والمحلِّلين العالميِّين عن قوَّة مانشيستر سيتي، لم تكن لترهب، أو تحط من عزيمة الرِّجال؛ وكل لاعبي الهلال بقيادة مدربهم العالمي -إنزاجي- الذي عرف جيدًا، وخلال فترة قصيرة، كيف يوظِّف قدرات لاعبيه؛ ليكونوا خصمًا عنيدًا لأعتى وأقوى مدربٍ عالميٍّ -جوارديولا- بكامل عتاد لاعبيه المتميِّزين. الكلمة داخل المستطيل الأخضر كانت للرُّوح التي تسري في أجساد لاعبي الهلال، كانت روحًا مختلفة يعرفها عشَّاق هذا النادي العريق.

سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، غرَّد بالتهنئة للهلال، وأكَّد أنَّ هذا الإنجاز هو نتاج للدعم الكبير من القيادة؛ لتعم الفرحة أرجاء الوطن في كل بيت، والقادم سيكون مبهرًا للعالم، وبكل ثقة الأبطال. المهم هذه الصورة الحقيقيَّة والترجمة لمخرجات رُؤية 2030 تتجلَّى في أروع صورة، ممَّا يجعل الدوري السعودي محطَّ أنظار كل وسائل الإعلام، لنكون نحن الحدث الأهم والأبرز لهذا التطوُّر الكبير في المخرجات والمنجزات.

وكلمة للتاريخ تُسطَّر بمداد من نور لسموِّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قيادتك المُلهمة بثَّت روح التحدِّي في قلوبنا جميعًا، وتصريحات اللاعبين العالميِّين بعد انتهاء المباراة كانت رسالةً قويةً للعالم أجمع؛ ليس المال وحده مَن يصنع التاريخ إطلاقًا؛ المال مهم، وعامل مساعد للنِّجاح، هذه حقيقة، ولكنَّ الرُّؤية والدَّعم والثِّقة الملكيَّة التي تتجلَّى في كلِّ تفاصيل حياتنا اليوميَّة، تؤكِّد أنَّ القائد محرِّكٌ قويٌّ نحو تحقيق الهدف.

توقفتُ قبل أيَّام عند تصريح كريستيانو رونالدو، وهو يتحدَّث عن سمو ولي العهد، ويقول: ولي عهدنا، فتبادر لذهني أي قوَّة ناعمة هذه نمتلكها اليوم؛ ليتحدَّث أهم لاعبي التاريخ الحديث بكلِّ هذا الحب والانتماء، وإيمانه بالمشروع السعودي؛ ليكون نعم السفير للكرة السعوديَّة، ونحن مقبلون على استضافات عالميَّة، ونتهيَّأ لكأس العالم في 2034. من الهلال الذي يُعدُّ أنموذجًا حقيقيًّا للنجاح لابُدَّ من استنساخ هذه التجربة الناجحة لكل الفرق، والأهم المنتخب، الذي مازال يعاني كثيرًا في مخرجاته ونتائجه، ولابُدَّ من إيجاد السبيل لحل مشكلاته، وتحليل الواقع الذي يعيشه من خسائر لا تليق باسمه، وبكل الدعم الذي يُقدَّم له، نحتاج إدارة قوية وفاعلة، ومدربًا يؤمن بلاعبيه، ويحفِّزهم؛ ليكون لهم شخصيتهم وحضورهم في كل مباراة يقدِّمونها باسم الوطن.

وبالأمس القريب كتب الأهلي -أيضًا- قصَّة نجاح أُخْرى تحكيها الأجيال للتاريخ، عندما حصد بطولة النُّخبة الآسيويَّة، ولترتفع قيمته السوقيَّة، وليُكتب له المشاركة في ثلاث بطولات؛ كأس القارات، كأس دوري أبطال آسيا للنخبة، وكأس العالم 2029. ولتستمر قصص النجاح للرياضة السعوديَّة. فالسعوديُّون لا يليق بهم إلَّا التميُّز والتفوُّق والقِمم العالية.