عشرات الضحايا نتيجة قصف المدارس والمنازل والخيام

كالمعتاد طوال الشهر الماضي، وبديات يوليو الجاري استُشهد عشرات الفلسطينيِّين في غارات جويَّة شنَّها سلاح الجو الإسرائيلي أمس، في مناطق مختلفة في قطاع غزَّة حيث وسَّعت إسرائيل عملياتها بعد 21 شهرًا من الحرب المدمرة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنَّ من بين الشهداء والمصابين أطفالًا ونساءً، جرَّاء غارات شنَّها الاحتلال استهدفت بشكل خاص منازلَ وخيامًا للنازحين ومدرستين تؤويان نازحين».
وأكَّد سقوط «5 شهداء وعدد من المصابين في غارة جويَّة فجرًا على مدرسة الإمام الشافعي في منطقة عسقولة بحي الزيتون»، والتي تؤوي مئات النازحين، جنوب شرق مدينة غزَّة.
وأشار شهود عيان إلى أنَّ الغارة أسفرت عن «أضرار جسيمة» في عدد من الغرف المدرسيَّة.
وقُتل ثلاثة أشخاص آخرين، وأصيب 11 من بينهم «عدد من الأطفال» جرَّاء غارة جويَّة أُخْرى أسفرت عن تدمير منزل عائلة الزيناتي بجانب مدرسة «الموهوبين» التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان في شمال غرب مدينة غزَّة.
ونُقل المصابون وبينهم عدد من النازحين إلى مستشفى الشفاء.
وأفاد بصل بسقوط «شهيدين من عائلة أبو بريك، وعدد من الجرحى في غارة جويَّة استهدفت منزلهم» في مخيم المغازي وسط قطاع غزَّة.
كما نقل المسعفون شقيقين من عائلة السمَّاك قُتلا في غارة مماثلة استهدفت منزلهما في مخيم البريج وسط القطاع.
وفي منطقة المواصي غرب خان يونس قُتل 4 فلسطينيين نازحين هم «الطبيب موسى خفاجة، وابنه عادل، وشقيقتاه شذا وجودي خفاجة» بعد استهداف خيمتهم.
وقال بصل إنَّ «الجثث وصلت متفحمة» إلى مستشفى ناصر بخان يونس.
وقال محمد خفاجة (24 عامًا) أثناء وداع عمِّه الطبيب موسى، إنَّها «مجزرة ارتكبها الاحتلال، الجثامين متفحمة».
وقال إنَّ طائرة حربيَّة إسرائيليَّة أطلقت «صاروخًا على خيمتهم في منطقة المواصي.. اشتعلت النار واحترقت جثثهم، لم يستطع أحد أنْ ينقذهم».
وأضاف متحدثًا عن أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي «يقولون إنَّ منطقة المواصي آمنة، يكذبون ويقتلون الناس بدون رحمة».
وذكر الناطق باسم الدفاع المدني أنَّه تم نقل «3 شهداء في غارة إسرائيليَّة استهدفت خيمة أُخْرى قرب مبنى كلية الرباط» المدمر، في المواصي.
كذلك قُتل فلسطيني وأُصيب عدد آخر بنيران القوات الإسرائيليَّة التي أطلقت باتجاه منتظري المساعدات قرب مفترق نتساريم في جنوب مدينة غزَّة.
ونقل القتيل والجرحى إلى مستشفى الشفاء.
وقبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقررة غدًا إلى البيت الأبيض، رجَّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنَّه «قد يكون هناك اتفاق بشأن غزَّة» الأسبوع المقبل.
من جهتها أعلنت حركة حماس مساء الجمعة أنَّها «جاهزة بكل جدية للدخول فورًا» في مفاوضات حول آليَّة تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وسئل ترامب على متن الطائرة الرئاسيَّة إنْ كان متفائلًا بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس فأجاب «كثيرًا»، مشيرًا رغم ذلك إلى أنَّ «الأمر يتغيَّر بين يوم وآخر».
وتعليقًا على إعلان الحركة استعدادها للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزَّة، قال ترامب «هذا جيد، لم يتم إبلاغي بالأمر، علينا إنجاز ذلك، علينا أنْ نفعل شيئًا بشأن غزَّة».
وتضمن بيان لحماس أنَّها «أكملت مشاوراتها الداخليَّة، ومع الفصائل والقوى الفلسطينيَّة حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزَّة»، وأنَّها سلَّمت «الرد للإخوة الوسطاء (المصريِّين والقطريِّين)»، مؤكدةً أنَّ ردَّها «اتَّسم بالإيجابية. وأنَّ الحركة جاهزة بكل جدية للدخول فورًا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار».
من جهتها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، أبرز حليف لحماس في الحرب ضد إسرائيل في غزَّة، مساء الجمعة أنَّها تدعم قرار حليفتها الدخول في مفاوضات حول آليَّة تنفيذ مقترح الهدنة، لكنَّها طلبت «ضمانات» بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار.