إعادة تطبيق تجربة مجلس جمعيات المدينة

* القطاع غير الربحي جاء حاضرًا في عناوين رئيسة من (رُؤية السعوديَّة 2030م)، حيث أكَّد طموحها، زيادة مساهمته في إجمالي الناتج المحلي من 1% إلى 5% بنهاية 2030م، وللوصول لذلك الهدف، حظي القطاع بالعناية والدَّعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة، حيث جاء الأمر الكريم بإنشاء المركز الوطنيِّ لتنميته، الذي ساهم في التوسُّع بإنشاء الجمعيَّات، وتطويرها وحوكمتها.
*****
* الأمر الذي كان من ثماره انتشار جمعيَّات ومنظَّمات القطاع في مختلف المناطق والمحافظات والمدن، بل وحتَّى المراكز والقرى، أيضًا هناك تنوع أنشطتها لتشمل مختلف المسارات والمجالات الخدميَّة والتنمويَّة، كـ(الإغاثيَّة والصحيَّة والقيميَّة والتعليميَّة والثقافيَّة والترفيهيَّة، وغيرها).
*****
* حقيقةً وفي العموم، قامت -وتقوم- تلك المنظَّمات والجمعيَّات بجهودٍ كبيرة ونوعيَّة في تحقيق أهدافها النبيلة في التنمية والتمكين؛ رغم ما تُواجهه من تحدِّيات، لعلَّ أبرزها: البحث عن الاستدامة الماليَّة، وكذا تأهيل وتطوير أداء مجالس إداراتها وفرقها التنفيذيَّة والتشغيليَّة.
*****
* أيضًا منظَّمات وجمعيَّات القطاع غير الربحي تعاني من ازدواجيَّة أهدافها وبرامجها، يحدث هذا مع وجود مجالس في المناطق للجمعيَّات الأهليَّة، التي أرى أنَّ من أهم واجباتها السَّعي الجاد عن تكامل وتعاون وتشارك الجمعيَّات التي تعمل تحت مظلتها، فهذا بالتأكيد من شأنه توفير الجهد والوقت والمال.
*****
* وفي هذا الإطار قدَّم مجلس الجمعيَّات الأهليَّة في منطقة المدينة المنوَّرة تجربة رائدة؛ فإضافةً إلى حرصه على خدمة الجمعيَّات وتطويرها، جعل التعاون، والتكامل، والتشارك بينها شعارًا له، ليُحوّله -إثر ذلك- إلى واقع ملموس، ولعلَّ أبرز أمثلة ذلك وشواهده، إطلاقه لـ(صيف طيبة 2025م)، الذي تساهم في تنفيذ برامجه ومبادراته القيميَّة والثقافيَّة والتدريبيَّة والمهاريَّة والرياضيَّة والترفيهيَّة نخبة من جمعيَّات ومؤسَّسات المنطقة غير الربحيَّة، بالتعاون مع بعض المؤسَّسات الحكوميَّة.
*****
* (صيف طيبة 2025م) أتى لتحقيق جملة من الأهداف، منها: نشر ثقافة استغلال وقت الفراغ في شرايين المجتمع، وشغله بأنشطة مفيدة، وتعزيز القيم والمفاهيم الإيجابيَّة لدى المشاركين في فعاليَّاته، ومساعدتهم على اكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتطويرها، فالشكر للجمعيَّات والجهات المشاركة فيه، وقبل ذلك شكرًا جدًّا وأبدًا لمجلس الجمعيَّات الأهليَّة بالمدينة النبويَّة، ولقائده الدكتور سمير بن عبدالرحمن المغامسي، الذي قدَّم مع زملائه في المجلس تجربة ثرية في مفهوم التكامل، والتعاون، والتشارك بين منظمات القطاع غير الربحي، فهذه دعوة لاستنساخ تلك التجربة، والإفادة منها في المناطق الأخرى، وسلامتكُم.