منال توفيت

منال توفيت

“منال ماتت”…

أصعب ما تفوه به فمي.

جملة كسرت داخلي، وأوقفت الزمن.

كان عليّ أن أبلغ اختي نجاة، أن أخبرها أن منال، التي كانت النور في أيامنا، رحلت بصمت… دون وداع، دون حتى ألم نراه في ملامحها.

في سريرها بمدينة الرياض، رحلت بهدوءٍ يشبه طيبتها، وعمق عطائها.

لم تكن تشكو، ولم نكن ننتظر رحيلها، لأنها كانت تشبه البدايات… لا النهايات.

كانت تسهر ليلًا في معامل المستشفيات، تتأمل الخلايا وتراقبها وكأنها تتابع حياةً تنمو، وتدوّن تغيّراتها كأنها تحفظ سرّ الشفاء.

في جلاسكو، سألتها يومًا:

– هل الخلايا تجوع؟

فقالت بابتسامتها الهادئة:

– نعم، لكنها تشبع بالعلم… والوقت.

منال… الطبيبة، العالمة، الإنسانة التي عرفها كل مبتعث بجلاسكو، لم تكن بوابة مغلقة يومًا.

من يطرق بابها، يجد العون قبل السؤال، والدعم قبل الرجاء.

خدماتها للعلم والابتعاث محفورة في القلوب، لا في الملفات.

يا نجاة…

أحسن الله عزاءك، وربط على قلبك.

منال لم تكن مجرد غالية… كانت كتفًا نرتكز عليه، وضوءًا لا ينطفئ.

رحلت منال، لكن أثرها باقٍ… فينا، وبيننا، وإلى الأبد.

وسوم: