الباحة.. لؤلؤة الجنوب

في ظلِّ ما تعيشه مملكتنا الحبيبة من تسارعٍ تنمويٍّ في مختلف المجالات الحياتيَّة، ضمن خطَّتها الإستراتيجيَّة الطَّموحة 2030، بدعم ورعاية قيادتنا الفذَّة -رعاها الله- نالت منطقة الباحة الكثير من الاهتمام والدَّعم، الذي تمثَّل في الكثير من المشروعات التنمويَّة، التي غيَّرت وجه المنطقة، بعد أنْ وَلِيَ إمارتها الأميرُ الدكتورُ حسام بن سعود -يحفظه الله- الذي لا يألو جهدًا في الإشراف والمتابعة المباشرة على تنفيذ تلك المشروعات، وبجانبه سواعد إداريَّة أُخْرى، أحسن اختيارها، يأتي في مقدِّمتها أمين المنطقة الدكتور علي السواط، والوكلاء، ومساعدوهم، ورؤساء بلديَّات المحافظات، وبما أنَّ منطقة الباحة قد منحها الله تعالى طبيعةً ساحرةً، وطقسًا معتدلًا، وأجواءً جاذبةً تُعدُّ من أبرز المناطق السياحيَّة في المملكة، وبما أنَّ رُؤيتنا الوطنيَّة جعلت من السياحة مركزًا ضمن مرتكزات هذه الرُّؤية الطَّموحة، فقد كان الاهتمام بالمشروعات السياحيَّة في المنطقة مضاعفًا؛ لتكون مهيَّأةً لاستقبال السيَّاح من داخل المملكة وخارجها، وتحقيق كافَّة متطلَّباتهم من مرافق ترفيهيَّة، وسكنيَّة، وطرق، وحدائق، وملاعب، وقاعات احتفالات. ولعلِّي هنا أُبرز أهمَّ تلك المشروعات السياحيَّة، التي تهدف إلى تحقيق جودة الحياة لأهالي المنطقة، ومرتاديها من السيَّاح مثل:
– متنزَّه رغدان، الذي يرتفع 1700م عن سطح البحر، وتغطيه الأشجار، وتتخلَّله المسارات، وبه ممشى السحاب، وحديقة الخزامى، والشلالات، والجلسات العائليَّة المهيَّأة، ودورات المياه، وبه المسرح، والمطاعم، والمسجد، والألعاب، وكافَّة الخدمات التي يحتاجها السَّائح. ولازالت مشروعات التطوير تنمو بهذا المتنزَّه الرَّائع.
– متنزَّه الأمير حسام، وهذا المتنزَّه لا يقلُّ روعةً وجمالًا عن متنزَّه غابة رغدان، بل يزيد. فقد جُهِّز بكافَّة المشروعات المذكورة في متنزَّه غابة رغدان، كما يتوفَّر به بحيرة صناعيَّة، ونافورة تفاعليَّة، وشلالات، ومواقف مركبات، والكثير من المتطلَّبات النوعيَّة، التي يحتاجها السَّائح.
– متنزَّهات محافظة بلجرشي، ويُعدُّ متنزَّه السكران من أبرز المتنزَّهات بالمنطقة؛ لجمال الطبيعة التي يقع بها، وتوفُّر كافَّة المطاعم، والحدائق، والأماكن المخصَّصة للعائلات، بالإضافة إلى ساحة كبيرة مُعدَّة لإقامة الحفلات والمناسبات الوطنيَّة، كما يتوفَّر بالمحافظة عدد من المشروعات السياحيَّة مثل المتنزَّه الوطني، الذي تتوفَّر به كافَّة المتطلَّبات السياحيَّة، ومثل حديقة الدانة، وحديقة الخزامى المهيَّأة بكافَّة المتطلَّبات كالمماشي، ومواقف العربات، وغيرذلك.
– متنزَّه الشروق، والذي يقع على منطقة جبليَّة ذات طبيعة ساحرة، وبه مسرح، ومدرج لإقامة الاحتفالات، بالإضافة إلى كافَّة المقوِّمات السياحيَّة الأُخْرى.
– متنزَّهات محافظة المندق، من أبرز المتنزَّهات بالمحافظة متنزَّه الخلب، وهو من أكبر المتنزَّهات بالمنطقة بمساحة أكثر من 6 ملايين متر مربع، وبه كلُّ المرافق الهامَّة للتَّرفيه، وحديقة البرج بمساحة 11 ألف متر مربع، وبالمحافظة حدائق مثل حديقة الفراشة، وحديقة برحرح، وحديقة المئويَّة، وغيرها.
– متنزَّهات محافظة بني حسن، وأبرزها حديقة الشلال بمساحة 22 ألف متر مربع، ومتنزَّه الأمير مشاري بمساحة 33 ألف متر مربع، وحديقة قسيس بمساحة 18 ألف متر مربع، وغيرها.
ومن أهم الأماكن السياحيَّة بالمنطقة سد الجنابين ببالشهم، حيث تحيط به الكثير من المرافق السياحيَّة، كما يتوفَّر بالمنطقة الكثير من الشلالات، والينابيع الرَّائعة.
ومن أبرز الحدائق التي أولتها أمانة المنطقة الكثير من الاهتمام، والتي تستحق الزيارة: حديقة اللافندر، بهجة رغدان، الحسام، الشمال، مشنية بالمندق، جبل الدار بقلوة، وهناك 25 حديقة جارٍ تجهيزها في المستقبل القريب.
ونفَّذت الأمانة بالمنطقة الكثير من الطرق، وتم سفلتتها؛ ليكون التنقل بين المحافظات وداخلها ميسَّرًا وآمنًا. كما يجري تنفيذ عدد كبير من المشروعات الاستثماريَّة بمساحة تُقدَّر بأكثر من 64 ألف متر مربع، وبما قيمته الإجماليَّة 152 مليون ريال، من أبرز تلك المشروعات: الباحة مول، العثيم مول، مجمع دار البركة ببلجرشي، مجمع الحكير، مجمع إداري للشركات، مجمعات صناعيَّة في عدة محافظات تخدم المركبات.
وبالنسبة لمطار الملك سعود بالباحة، فقد تمَّت توسعته، وجارٍ استكمال ما تبقَّى من تلك التوسعة؛ كي يصبح مطارًا إقليميًّا.
ونظرًا لتزايد الإقبال كلَّ عام من زوَّار المنطقة، وزيادة الطلب على الفنادق، والشقق الفندقيَّة، فقد استحدث الكثير من الفنادق، والشقق، والمنتجعات، التي نمت بصورة لافتة، وخاصَّةً من قِبل القطاع الخاص، الذي شارك بصورة لافتةٍ حتَّى أنَّ البعض اتَّخذوا مزارعهم لبناء منتجعات ذات أكواخٍ رائعةٍ.
وبما أنَّ منطقة الباحة تتسم بامتدادها الطولي، ووقوعها على قمم جبال السروات، فقد زادها ذلك جمالًا تبعًا للطبيعة الساحرة التي تحويها، وهذا لا ينكر الامتداد العرضي، الذي يقع بين بيشة شرقًا والقنفذة غربًا؛ ممَّا يكسبها تنوُّعًا تضاريسيًّا يزيدها جمالًا، وكم أتمنَّى -كغيري من أهالي الباحة- أنْ تكون مدينة القنفذة إحدى محافظات منطقة الباحة؛ كونها ستصبح منفذًا بحريًّا يكسبها قيمةً ومكانةً سياحيَّة أكثر، وللعلم فإنَّ أغلب السكَّان والمستثمرِينَ بالقنفذة هم من سكَّان منطقة الباحة.