«الهلال» يتألق في سماء أمريكا!

عندما أعلن الأهلي زعامته لكأس النُّخبة الآسيويَّة، وأعلن الاتحاد تسيُّدَه لكأسين، هما كأس خادم الحرمين الشَّريفين، وكأس الدوري للمحترفين (روشن)، يومها توارى الهلال عن الانظار قليلًا كعادة الهلال الشهريِّ في نهاية كلِّ شهر، وكنَّا نبحث عنه ونترقَّبه بمناظير تمير وسدير، حتَّى ثبتت رُؤيته وظهوره صباح الثلاثاء، لكن هذه المرَّة ليست بمناظير تمير وسدير، إنَّما بمنظار جاليليو في سماء أمريكا، هناك مع قامات الأندية الدوليَّة والعملاقة والعريقة، بعد أنْ لقي فريق مانشستر ستي في مبارة مثيرة وقويَّة، أثبت من خلالها ظهوره، وأقصى من خلالها فريق مانشستر ستي، بعد أنْ امتدَّ وقت المبارة لشوطين إضافيَّين، حتَّى انتهت المباراة لصالحه ٣/٤، وظَهَرَ الهلالُ وبَانَ.
فصباح يوم الثلاثاء، أصبح الوطن على رؤية حقيقية للهلال في أمريكا، فكانت له الزعامة، وكان له الفرح والابتهاج، وبفضل الله هذا العام شهد المسرح الرياضيُّ السعوديُّ أعراسًا متعدِّدةً للفرق الوطنيَّة العملاقة، وقد يتعجَّب البعض كيف أنَّني من مشجِّعي فريق أُحد في المدينة المنوَّرة، وكوني ابن المدينة المنوَّرة أكتبُ عن فوز الهلال، والاتحاد، والأهلي، حيث أقاربي وأصدقائي يتوزَّعُون في التَّشجيع بين كل من الأهلي، والاتِّحاد، والهلال، والنصر، وبقيَّة الفرق، إلَّا أنَّني مُصِرٌّ على أنْ أستمرَّ أُحديًّا على ما فيه فريق أُحد من وضعٍ وتأخُّر في المستوى، وهنا أودُّ أنْ أُشيرَ إلى ضرورة أنْ يُعاد النَّظر في وضع نادي أُحد، وضرورة تطويره، ودعمه؛ لأنَّه من أعرق الفرق الرياضيَّة السعوديَّة، ولعلِّي أقول كلمةً يشهدُ له فيها الجميعُ بأنَّه سبب تصدُّر الفرق الكبيرة، من خلال إمداده إيَّاها بنجوم من اللاعبين، الذين تدرَّبوا ونشأوا في فريق أُحد، ثم التحقوا بالأهلي، أو الاتِّحاد، أو الهلال، أو النصر، كما أنَّه ينبغي لأهالي المدينة المنوَّرة -على ساكنها أفضلُ الصَّلاة والسَّلام- خاصَّةً منهم الأغنياء والتجَّار دعم الفريق، والوقوف معه.
أعودُ إلى الهلال الذي ظهر أخيرًا، وحجز تذكرة التأهُّل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية، بعد فوزه المثير على مانشستر سيتي؛ لأُبارك له، ويبارك معي كلُّ الوطن هذا الفوز المستحق، والمحقَّق لفريق اتَّصف شعاره بزرقة السَّماء، وبياض السَّحاب.. وألف مبارك للهلاليِّين.
[email protected]