ترامب: سنلغي العقوبات على إيران إذا تحولت إلى دولة «مسالمة»

ترامب: سنلغي العقوبات على إيران إذا تحولت إلى دولة «مسالمة»

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس، إنَّه سيرفع العقوبات عن إيران إذا أصبحت «مسالمة».

وكان ترمب قد أكد في وقت سابق، أنَّه لم يعرض شيئًا على إيران. وأضاف إنَّه لم يتحدَّث أيضًا مع الإيرانيِّين «منذ أنْ دمَّرنا منشآتهم النوويَّة بالكامل».

وأضاف ترمب، في حسابه على منصَّة «تروث سوشيال»، إنَّ الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما دفع مليارات الدولارات لإيران، بمقتضى الاتفاق النوويِّ الذي أبرمه معهم.

وقال، ترمب الأحد، إنَّ إيران قد لا تتخلَّى عن أنشطتها النووية، لكنَّها أُنهكت تمامًا، مشيرًا إلى أنَّه سيرفع العقوبات المفروضة على طهران إذا جنحت للسلام.

وأضاف، مستبعدًا أنْ تستأنف إيران برنامجها النووي: إنَّهم منهَكون… لقد تلقُّوا ضربات لم يتلقَّها أحد من قبل. لقد دمَّرنا قدراتهم النوويَّة، وليس بمقدورهم المُضي قدمًا أكثر من ذلك.

وكان ترمب قد أشار إلى إمكانيَّة رفع العقوبات عن إيران «إذا أظهرت حُسن نيَّة، والتزمت بالسلام، وامتنعت عن الإضرار بمصالح الولايات المتحدة». وشدَّد ترمب، في لقاء مع شبكة «فوكس نيوز»، أمس الأوَّل الأحد، على نجاح الضربات الأمريكيَّة ضد المنشآت النوويَّة الإيرانيَّة، وقال: «لقد دخلتْ إلى هناك الطائرات الجميلة، ومعها القنابل الأحدث تطورًا، القادرة على اختراق أعماق تصل إلى 30 طابقًا من الجرانيت. لقد دمَّروا فعلًا المكان.

لكنَّنا اضطررنا لتحمُّل الأخبار الكاذبة من (سي إن إن)، وصحيفة (نيويورك تايمز) اللتين قالتا إنَّه ربَّما لم يُدمَّر بالكامل، ثم اتَّضح أنَّه دُمِّر بالكامل، وبطريقةٍ لم يشهدها أحدٌ من قبل، وهذا يعني نهاية طموحاتهم النوويَّة -على الأقل- لفترة من الزمن».

وألغى ترمب خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، المعروفة أيضًا باسم الاتفاق النووي الإيراني، خلال ولايته الأولى. ووصفها بأنَّها صفقة مروِّعة عادت على عدو أمريكي بمليارات الدولارات.

وقد أدَّى الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران في عام 2015، بعد محادثات متعدِّدة الأطراف بقيادة إدارة أوباما، إلى تخفيف بعض العقوبات الاقتصاديَّة على طهران، وخاصَّة فيما يتصل بتجارة النفط، في مقابل مراقبة دوليَّة أكبر لبرنامجها النووي.

إلى ذلك، ندَّدت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا -في بيان مشترك- أمس، بـ»تهديدات» طهران بحق المدير العام للوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة رافايل جروسي، بعد الضربات الأمريكيَّة والإسرائيليَّة على منشآت نوويَّة في إيران، وإعلان الأخيرة تعليق التعاون مع الوكالة.

واتَّهمت طهران جروسي بـ»خيانة التزاماته» لعدم إدانته الضربات الإسرائيليَّة والأمريكيَّة.

وصوَّت المشرِّعون الإيرانيُّون الأسبوع الماضي على تعليق التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وجاء في البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول الثلاث إنَّ «فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة تدين التهديدات بحق… جروسي ونجدد دعمنا الكامل للوكالة».

ودعوا «السلطات الإيرانيَّة إلى الامتناع عن اتخاذ أيِّ خطوات لوقف التعاون مع الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة».

وتابع البيان: «نحثُّ إيران على الاستئناف الفوري للتعاون الكامل بما يتماشى مع التزاماتها الموجِبة قانونًا، واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة وأمن موظفي الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة».

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اعتبر الجمعة أنَّ «إصرار جروسي على زيارة المواقع التي تعرَّضت للقصف بحجَّة الضمانات لا معنى له، وربما ينطوي على نيَّة خبيثة».

وتعتبر طهران أنَّ قرار الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة الصادر في 12 يونيو، والذي اتَّهم إيران بتجاهل التزاماتها النوويَّة، كان بمثابة «ذريعة» للحرب التي شنتها إسرائيل في 13 يونيو. كذلك، انتقدت الأرجنتين موطن جروسي، «التهديدات» الموجَّهة إليه.

ولم يتم تحديد التهديدات التي كانوا يشيرون إليها، غير أنَّ صحيفة «كيهان» الإيرانيَّة المحافظة، قالت مؤخَّرًا إنَّ وثائق أظهرت أنَّ جروسي كان «جاسوسًا للكيان الصهيوني… ويجب إعدامه».

ونفت إيران الأحد توجيه «أيِّ تهديد» لجروسي. وقال سفيرها في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في مقابلة مع شبكة سي بي إس الأمريكيَّة «ليس هناك أي تهديد» للمدير العام أو المفتشين، مؤكِّدًا أنَّ مفتشي الوكالة موجودون في إيران «في ظروف آمنة».

بدوره، أكَّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة القضايا المتعلِّقة بالصواريخ الباليستيَّة والبرنامج النوويِّ، فضلًا عن استئناف عمل الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة في إيران.

وقال -في منشور على منصَّة «إكس»- إنَّه أجرى اتِّصالًا هاتفيًّا مع نظيره الإيراني، مشيرًا إلى أنَّ رسائله خلال الاتصال تضمَّنت التأكيد على إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، والاستئناف السريع لعمل الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة في إيران، وإطلاق سراح مواطنَين فرنسيَّين اثنَين.

وذكَّر ماكرون، نظيره الإيراني بضرورة احترام وقف إطلاق النار للمساعدة في إحلال السلام في المنطقة.