نور الانتصار على طريق النبوة

نور الانتصار على طريق النبوة

* مقدمة:

في كل عام هجري جديد تتفتح أرواحنا كما تتفتح البدايات وتحملنا الذكرى على أجنحة التاريخ.. لا لنعود إلى الوراء بل لنستلهم من الهجرة النبوية دروساً في الإصرار واليقين ونعيد صياغة الحاضر بعزيمة الأنبياء وهمة الأوفياء.

إنه عام 1447هـ عام تشرق فيه الذاكرة بأعطر رحلة عرفها التاريخ من مكة إلى المدينة من الألم إلى الأمل من الظلام إلى النور. فهنا لا يكون العام مجرد رقم في التقويم بل موعداً متجدداً مع العز والإيمان والانطلاقة نحو مستقبل تصنعه القيم ويقوده الطموح وتحرسه الأوطان.

* الخاطرة:

يا عامنا هلّا أتيت بنهضةٍ

فيك الرجاء وفيك نور استبشار

جئت تجدد ذكر هجرة أحمدٍ

نحو المدينة بالعزيمة والوقار

في الليل سار وفي دروبة ثقة

والغار يشهد والسماء بلا غبار

ترك الحبيب ديار مكة مؤمناً

إن الأمان مع الإله هو الاختيار

حتى أتى طيبة الرضا فاحتضنت

نور النبوة والقلوب بلا انكسار

وبنى من التقوى مدينة حكمةٍ

فغدت منار العدلِ في كل الديار

واليوم نفتح عامنا بأمانةٍ

نرجو به وعد النجاح والانتصار

نحيا به أملاً ونزرع حلمنا

فالله يكرم من توكل واستجار

نرعى البلاد ونستقيم بدربنا

والسعد يسكن في الديار مع الإيثار

يا ربنا اجعل في البلاد سلامة

واحفظ مليك الخير من شر الأشرار

ووفق ولي العهد يا رب العلا

محمداً رمز الطموح والانتصار

وابعث لنا في كل بيتٍ نعمةً

وأدم علينا نعمة الأمن والاستقرار

وحقق الآمال في وطن العلا

وارزق قلوب الناس خيراً واستبشار

واجعل ختام العام مسكاً طيباً

بصلاة حب تملأ الدنيا وقار

على النبي محمدٍ ما غردت

في الأفق أنسام وأشرقت الديار

* خاتمة:

إننا إذ نستقبل عامنا الجديد 1447هـ نستقبله بأرواحٍ تواقة للنهضة وقلوبٍ معلقة بحبال الرجاء وألسنةٍ لا تنفك تلهج بالدعاء. فكما بدأت الهجرة بيقين نبدأ أعوامنا بثقةٍ بأن في كل خطوةٍ نية وفي كل حلمٍ دعاء وفي كل وطنٍ رجال.. يصنعون المجد من نور الرسالة ويكتبون على جبين الزمان: نحن أبناء الهجرة وحماة الأمل ورسل البناء.

نسأل الله أن يكون هذا العام بداية إشراقةٍ جديدة وأن يجعل خاتمته طيباً وصلاة وسكينةً لا تنقضي.