الأثر وما يترتب عليه بعد انتهاء المسار المهني

الأثر وما يترتب عليه بعد انتهاء المسار المهني

الغالب الكثير لا يدرك المعنى الحقيقي للأثر الطيِّب، إلَّا بعد رحيله المهنيِّ، ثم يكتشف كم كان فظًّا في التعامل مع مَن حوله، وكيف كان استبداديًّا لا يرى إلَّا مصالحه الشخصيَّة، وكأنَّه مخلَّدٌ في ثوب المسؤوليَّة المهنيَّة.

قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).

فاعمل على رفع جاهزيَّتك للرحيل، واترك خلفك تركةً وإرثًا من الجميل والمعروف، والكلمة الحسنة، ومحبة الناس، وكن صاحبَ أثرٍ طيِّبٍ، وكالغيث أينما وقعَ نفعَ، وكما قال ابن الجوزي: جُبِلَتِ القُلُوبُ إلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيهَا.

وتذكَّر أنَّ صاحب الأثر الطيب، ذكره لا يموت، وإنْ مات، إلَّا أنَّ ذكره حاضرٌ حيٌّ بين النَّاس.. وكما قال أبو العتاهية:

مِنَ النَّاسِ مَيِّتٌ وَهوَ حَيٌّ بِذِكرِهِ

وَحَيٌّ سَلِيمٌ وَهُوَ فِي النَّاسِ مَيِّتُ

فكن مستعدًّا للرحيل على أيَّة حال، ولك القرار في اختيار نهاية طريق رحيلك، والأثر الذي سيبقى بعد مماتك.