السعودية والتعامل مع المستجدات

السعودية والتعامل مع المستجدات

على الرغم من أنَّ منطقة الشرق الأوسط ملتهبة حولنا هذه الأيام حربًا ونارًا، إلَّا أنَّ قيادتنا في المملكة العربيَّة السعوديَّة -حفظها الله- كما عوَّدتنا في مواجهة كلِّ الأحداث تجعل المواطن والمقيم في مأمن من تلك الاحداث، بعيدًا عن آثارها، معافى من بلواها، وليس عليه أنْ يفكِّر إلَّا في حُسن أداء عمله، والاستمتاع بحياته الخاصَّة، وإنَّ هذا -لعمري- يؤكِّد على وضوح الرُّؤية السياسيَّة لدى القيادة، من حيث جعل أهل الاختصاص يقومون بواجبهم وبدورهم وفق معرفتهم وخبرتهم وتخصصهم، ويعيش المواطن والمقيم في جوٍّ من الأمن والأمان، بعيدًا عن الهلع، وانشغال البال، كما يدل على حُسن الثقة، ومتانة العلاقة بين القيادة والشعب، وهذا التصرُّف في مواجهة الأحداث والحروب هو حقيقة ليس وليد اليوم، إنَّما هو ديدن وسياسة القيادات السعوديَّة من عهد الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- إلى يومنا هذا عصر خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين ثاقب النَّظرة وصاحب الرُّؤية الشَّاب محمد بن سلمان.

ولستُ أنا هنا محلِّلًا سياسيًّا، أو ناقدًا عسكريًّا لما استجدَّ من أمور وأحداث في المنطقة، إنَّما لتوضيح فقط أنَّ سياسة المملكة الخارجيَّة تقوم على عدَّة قواعد ذهبيَّة، أُولاها بأنَّها دولة لا تتدخَّل في شؤون داخليَّة لأيِّ دولة ذات سيادة، كما أنَّها لا تسمح أبدًا بتدخُّل أيِّ أحدٍ في شؤونها الداخليَّة، والقاعدة الذهبيَّة الثَّانية أنَّ سياستها الخارجيَّة تُبنَى على بناء جسور تعاونيَّة، واتفاقات دوليَّة مع دول العالم الخارجيِّ، سواء عربيَّة، أو إسلاميَّة، او صديقة، والقاعدة الذهبيَّة الثَّالثة هو أنَّ موقفها من القضيَّة الفلسطينيَّة ثابت، وهو ضرورة الاعتراف بالحقِّ الفلسطينيِّ بإقامة دولة فلسطين، وعدم التَّفريط في ذلك، ورابعة القواعد الذهبيَّة محافظتها على التَّوازن في التعامل مع الدول حين نشوب أيِّ اختلاف، أو حروب، وتغليب المصلحة العامَّة لصالح الجميع، والقاعدة الذهبيَّة الخامسة تميُّزها بالجانب الإنسانيِّ، واهتمامها به عند الحروب، أو نزول الكوارث والزلازل، أو الاحتياجات الإنسانيَّة، بغضِّ النَّظر عن توجهاتها الدينيَّة، فسرعان ما تمتد جسور جويَّة سريعة لإنقاذ الملهوفين والمحتاجين، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيَّة.

إنَّ المملكة العربية السعودية في صدارة دول المنطقة تفهمًا لما يحدث، وترفض تمامًا أي اعتداء على أي دولة ذات سيادة من أي طرف خاصة الطرف الإسرائيلي، ولها مواقفها المشرِّفة في الوقوف مع الدول خاصَّة دول منطقة الشرق الأوسط كما هي الحال دعمًا لسوريا العربيَّة عند بداية نهضتها وعودتها إلى الصف العربيِّ، وهكذا هي من أولى الدول التزامًا بالمعاهدات والاتفاقات الدوليَّة، وخلف ذلك كله قيادات ناضجة ومتميِّزة في وزارة الخارجيَّة وعلى رأسهم وزير الخارجيَّة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وفق توجيهات خادم الحرمين الشَّريفين، وولي عهده الأمين -حفظهم الله- ذخرًا للوطن.