دليل التعليم

التعليم من وجهة نظري يمر هذه الأيام بتحديات عديده اوجدتها قرارات اتخذت بقصد المصلحة العامة (بلا شك) والقصد منها تحقيق اقصى فائدة للطلاب، ولكن كثرة المتغيرات اعتقد اثرت على النتيجة اجمالا بالسلب وهو ما سأشرحه بقليل من التفصيل حسب رأيي الخاص والذي يحتمل الصواب أو الخطأ فنبقى في مجال تداول الرأي بدون إنقاص من قدر احد او مهاجمة شخص معين متناولاً كل مكون ومجالات التأثير عليه.
العناصر الأساسية في التعليم هي : الطالب – الأسرة – المنهج – العملية التعليمية – المعلم
* فالطالب: أُرهق بطول فترة الدراسة مما أدى لظهور مشكلة الغياب المدرسي من باب الأيام طويلة ويمديني الحق.
* والأسرة: تعبت من كثرة الاجازات المطولة التي يترتب عليها كل فتره تغير مواعيد النوم ومجاهدة الأبناء لتنظيم وقتهم وايضاً اختلاف مواعيد اجازات الطلاب الجامعيين وطلبة المدارس.
* المنهج: أعتقد ان ادراج بعض المواد مثل اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي خطأ حيث انه أوجد التشتت لدى الطالب في ضبط لغته العربية أولا، فلو أدرجت اللغة الإنجليزية من الصف الخامس مثلاً اعتقد انه انسب.
* العملية التعليمية: شابها كثير من التغيير الذي اوجد ربكة لدى المعلم والطالب والاسرة فلا ندري هل حل الواجبات في المنصة يكفي لرصد درجات الواجبات ام لابد من الحل بدفتر الواجب ومن وجهة نظري أرى وبشدة ضرورة الاعتماد على الدفتر وان يحل الطالب الواجب بيده لنحقق اقل استفادة وهي تعويده على مسك القلم والكتابة فأبناءنا يقضون جل اوقاتهم على الأجهزة الالكترونية.
ناهيك عن مسألة نجاح الطالب متى يتحقق فكثير من المعلمين بسبب كثرة القرارات اصبح لا يعرف متطلبات النجاح للطالب هل هي من 50 درجه والا 40 والا كم بالضبط بل ان بعضهم يسمع بالدرجة الشرطية ولا يعرف ماهي وهل المطلوب من الطالب النجاح في كل فصل على حده او تجمع الدرجة في الفصول الثلاثة ليتحقق النجاح او رسوب الطالب (وارى ان الخلل في هذه النقطة من المعلم نفسه فالمطلوب منه معرفة متطلبات النجاح في مادته).
* اما المعلم: فهو بصراحه في جهاد حقيقي بين سندان الأسرة ومطرقة الوزارة فهو لا يعرف هل المطلوب منه نواتج تعلم مجوّدة ام اكمال ملف الإنجاز او تحقيق عدد الساعات التدريبية او متابعة المنصة او متابعة تعاميم الوزارة او متابعة الطالب او ضبط الطلاب داخل الفصل.
والحقيقة ومما لاحظته وهو سبب كتابتي لهذا المقال ان البوصلة واتجاهها تغير من البحث عن نواتج تعلم عاليه الى مجرد اكمال الناقص واداء مهام بعيده عن مصلحة الطالب.
فنحن اوجدنا مؤشرات مطلوب تحقيقها من المعلم والمدرسه واصبح الموضوع مجرد تنفيذ واداء لهذه المؤشرات وليس تحقيقها.
فمثلا المعلم انشغل بإكمال ملفات الإنجاز بغض النظر عن مدى فائدتها للطالب واكمال ساعات التدريب ومتابعة دخول الطالب للمنصة.
والأسرة انشغلت فقط بجهاد الطالب ودفعه للحضور للمدرسة فقط لكي لا يسجل غياب.
ومدير المدرسة انشغل بلجان المتابعة واكمال الملفات المطلوبة منه بالإدارة بدون النظر هل تحققت العملية التعليمية بشكل صحيح ام لا.
والطالب انشغل بالاستعداد لاختبارات نافس وقياس والتحصيلي بمتابعة نماذج جاهزة وتسريبات بدون فهم للمعلومة بل ان الطالب اصبح يبحث عن الاختبارات والتسريبات أكثر من الاهتمام بالمنهج.
والعملية التعليمية اصبح محورها تحقيق نسب حضور للطلاب بالمدرسة بإصدار التعاميم التي تنبه على التشدد بخصم درجات على الطالب الغائب، وإصدار تعاميم مثل اجراء الاختبارات النهائية في يوم دراسي عادي لمجرد اجبار الطالب على اكمال يومه في المدرسة بدون أي فأئده ممكن ان تتحقق بل بالعكس ضررها اعتقد اكبر فلو أدى الاختبار وذهب للمنزل لديه فسحه من الوقت للراحة او النوم او المذاكرة للاختبار التالي.
ناهيك عن الفوضى التي ستكون في المدرسة وداخل الفصول بسبب ارتباك لجان الاختبار التي تحتاج لأعداد وتنظيم.
فلا المدرس لديه ما يشرحه للطالب ولا الطالب مهتم لأنه يعرف ان الفصل الدراسي انتهى.
ففعلا اتجاه البوصلة تغير واصبح الهدف تحقيق متطلبات لا تعود على العملية التعليمية بالنفع.
وأخيرا هذا رأيي الخاص الذي قد أكون مخطئ فيه ولا انتقد فيه أحد.