التوازن القوي في منطقة الشرق الأوسط

في الحرب الأخيرة بين الهند وباكستان، ولولا أنَّ باكستان تملك السلاحَ النوويَّ لافترستها الهند النوويَّة افتراس الوحوش لفرائسها في مجاهل الغاب!.
وهكذا لعب السلاح النووي الباكستاني دورًا إيجابيًّا في صناعة السَّلام، بدلًا من إيقاد الحروب المُدمِّرة، وهذا هو توازن نووي مطلوب، ولو كان مُحاطًا بدائرة من الرُّعب النوويِّ للعامَّة الذين لا يفقهون السياسة وتفاصيلها خلف الستار!. وفي منطقة الشرق الأوسط، حيث يعيش العرب منذ بدء الخليقة، هناك صورة مختلَّة وخطيرة، فإسرائيل المدعومة بشكل أعمى ومنحاز من الغرب، بقيادة الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، تملك السلاح النووي (١٠٠ قنبلة نوويَّة على الأقل!)، بينما دول المنطقة تُمنع من الغرب حتَّى من الاقتراب من التقنية النوويَّة، ولو لأغراض سلميَّة، مثل إيران التي فُرِضَت عليها حربٌ جويَّة شعواء!.
وإسرائيل، الدَّولة التوسُّعيَّة والاحتلاليَّة والاغتياليَّة، تهدِّد غزَّة بالفناء النوويِّ، فقط لأنَّها قاومت احتلالها، وتسعى لفكِّ حصارها، والعيش مثل النَّاس حول العالم، وليست الدول العربيَّة في أمان من مثل هذا التهديد، فيما لو قاومت الأيديولوجيا الصهيونيَّة، وعبثها الاستعماري في المنطقة، وسعيها الجاد لإنشاء دولة إسرائيل الكُبْرى على الكثير من الأراضي العربيَّة!.
ويحقُّ للعرب أنْ يمتلكوا قدرةً نوويَّةً رادعةً، إذ لا يُعقل أنْ يُترك مصير المنطقة في يد دولةٍ واحدةٍ اسمها إسرائيل، ترى نفسها فوق القانون، وفوق الأخلاق، وفوق المحاسبة والعقاب، وربَّما فوق كوكب الأرض، والتوازن النووي مطلوبٌ وضروريٌّ، وعندها لنْ يتجرَّأ أحد على إشعال نار الفوضى في الشرق الأوسط، وهو وسيلة لإعادة التوازن المفقود من الشرق الأوسط، وإجبار للمعتدي أنْ يتراجع ألف خطوة للوراء، ووقاية ضدَّ الدمار، ومنع حميد لتفرُّد إسرائيل بالدمار.
السلاح النووي في أيدينا بنيَّة السَّلام، هو سلاح خير واستقرار.