«مَن يُمكنه الوصول إليه»

«مَن يُمكنه الوصول إليه»

بدايةً.. نبارك لبلادنا الغالية -حكومةً وشعبًا- نجاح موسم الحجِّ 1446هـ، ونتوجَّه بالشكر الجزيل لقيادتنا الحكيمة، التي دائمًا ما ترفع رؤوسنا عاليةً، ونتمنَّى أنْ نستثمر هذه النجاحات المتوالية، في تخفيف أسعار شركات الحجِّ الداخليَّة، حيث بعثت لي (قارئة فاضلة) هذه الرسالة العفويَّة: «ودِّي تكتب مقالةً عن الحجِّ، حرام أسعاره علينا إحنا كسعوديِّين حالنا حال الأجانب 14 ألفًا كثيرة على شخص واحد. ناس عندهم، وناس ودَّها وما تقدر. أحسُّ أنَّ فيه مبالغة في الموضوع، 3 أيام مداها وكذا مبلغ. ولا طيران، ولا فنادق، في آي بي، وإحنا من المنطقة نفسها»!!

لقد حان الوقت، للنَّظر في تخفيض أسعار شركات الحجِّ الداخليَّة، بالقدر الذي يتواكب مع دعم الجهات الحكوميَّة، ومع قدرات الطبقة الكادحة، ومع غاية هذه المنشآت الخدميَّة، التي يُفترَض أنْ يكون رائدها تذليل الجهاد بالنَّفس والمال بأقل مشقَّة وتكلفة، لا تحقيق الأرباح العالية!! والتي يُفترَض أنْ تغرس الأمل في نفوس كلِّ مَن يتوقون لنَيل تصريح الفريضة، لا تأجيل أمنياتهم كلَّ سنة برخصة: «مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا».

لقد أعلنت الهيئة العامة للإحصاء، أعداد ضيوف الرَّحمن في حجِّ 2025م كاشفةً أنَّهم 1.673.230 حاجًّا وحاجَّةً، منهم 1.506.576 قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، و166.654 من المواطنين والمقيمين، وقد حرصت الجهات المعنيَّة على خلوِّه من الحملات الوهميَّة، والحج بدون تصريح؛ حفاظًا على أرواح ضيوف الرَّحمن، وقد نجحت لاشتراطها إسورة الحاجِّ المصرَّح له للدخول لبوابات المشاعر المقدَّسة.

هذا وقد بلغ عدد شركات الحجِّ والعُمرة 17 شركةً للقادمين من خارج المملكة، مقابل 177 شركةً لخدمة حجَّاج الداخل من المواطنين والمقيمين؛ ممَّا يستدعي إعادة التفكير في تخفيض أعداد شركات الحجِّ الداخليَّة؛ لزيادة المقبلين على كل حملة، وربط الاستفادة من الخدمات الحكوميَّة المقدَّمة سواء الماليَّة، أو الرقابيَّة، أو الإلكترونيَّة، أو اللوجستيَّة، بخفض الأسعار 40%، مع الحفاظ على الجودة لتسهيل إتمام هذه الشعيرة.

إنَّنا -بحقٍّ- نعتزُّ ونفخرُ ونشكرُ كافَّة الجهات الأمنيَّة والصحيَّة والبلديَّة والتطوعيَّة، وعلى رأسها وزارة الحجِّ والعُمرة؛ لنجاح موسم الحجِّ 1446هـ ، وحتَّى يكون شكرنا موصولًا لشركات الحجِّ الداخليَّة المواسم المقبلة، ننتظر منها تخفيض أسعارها، لتتمكن الطبقة الكادحة، من توفير التكلفة الماديَّة والقدرة البدنيَّة، لأداء الركن الخامس بكل أريحيَّة، كما ننتظر منها أنْ يكون شعار حملاتها الترويجيَّة الجاذبة: (بلْ تستطيعُ إليهِ سبيلًا) .