دراسة حديثة توضح السبب البيولوجي وراء أعراض كوفيد المستمرة.

دراسة حديثة توضح السبب البيولوجي وراء أعراض كوفيد المستمرة.

توصلت دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLOS One إلى أدلة بيولوجية قد تفسر ضباب الدماغ، وهو من أكثر أعراض فيروس كورونا الطويل، حيث أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من مركز كورويل هيلث وجامعة ولاية ميشيجان تغييرات ملموسة في كيمياء الدماغ لدى مرضى استمرت أعراضهم لأكثر من 6 أشهر بعد الإصابة الأصلية بفيروس كورونا.

ويعاني ملايين المرضى حول العالم من مجموعة واسعة من الأعراض بعد التعافي من الفيروس، تجاوز عددها 200 عرض مختلف، أبرزها التعب المزمن، صعوبة التنفس، والتشوش الذهني المعروف بـ ضباب الدماغ، ويُقدر أن أكثر من 6% من البالغين الأمريكيين – أي حوالي 25 مليون شخص – عانوا من كوفيد طويل الأمد خلال عام 2023، ونصفهم تقريبًا اشتكوا من صعوبات إدراكية.

تغيّرات في الدماغ تثبت المعاناة

والدراسة التي شملت 17 شخصًا أصيبوا بفيروس كورونا، كشفت أن المرضى المصابين بـ كوفيد طويل لديهم انخفاض ملحوظ في عامل نمو الأعصاب NGF، وهو بروتين حيوي يساعد على نمو الخلايا العصبية ويُعد ضروريًا للمرونة العقلية والذاكرة.

كما رُصد ارتفاع مستويات الإنترلوكين-10، وهو بروتين مضاد للالتهابات تفرزه خلايا الدم البيضاء، ويؤثر على تنظيم الجهاز المناعي.

وخلال التقييمات النفسية، بدا أن جميع المرضى “طبيعيون” في اختبارات الإدراك العصبي، باستثناء اختبار واحد يُعرف بـ طلاقة الحروف، وهو مقياس لقدرة الدماغ على أداء المهام المعقدة تحت ضغط زمني. 

وأظهر المرضى ضعفًا ملحوظًا في هذا الجانب، ما يشير إلى خلل في الأداء التنفيذي للدماغ، رغم أن بعضهم كانوا سابقًا يتمتعون بقدرات عالية في أداء مهام متعددة.

أهمية نتائج الدراسة

وهذه الدراسة تُعد الأولى من نوعها التي تقيس الالتهاب مباشرة لدى مرضى كوفيد الطويل، وتفتح الباب أمام فهم أعمق للآلية البيولوجية التي تقف خلف الأعراض المزمنة، كما تعزز من المطالب بوضع استراتيجيات علاجية فعالة للتعامل مع هذه الحالات، التي باتت تمثل عبئًا صحيًا طويل الأمد على الأفراد والمجتمعات.