كنت جميلة قبل الحرب: لانا الشريف، طفلة فلسطينية تأثرت بالاحتلال وظهور البهاق نتيجة للخوف

داخل خيمة مهترئة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تجلس الطفلة الفلسطينية «لانا الشريف»، مستمسكة بما تبقى من طفولتها بعد 19 شهرًا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، عاشت خلالها في رعب متواصل جراء القصف الشديد الذي يتعرض له القطاع، ليغزو جسدها الشيب والبهاق.

لانا الشريف، ذات العشر سنوات من عمرها، غزا شعرها الشيب وجسدها البقع البيضاء؛ نتيجة الخوف الشديد الذي تعرضت له منذ أكثر من 580 يومًا من الحرب الإسرائيلية، حيث تعرضت لصدمة نفسية شديدة نتيجة قصف إسرائيلي لمنزل جيرانها، وفقًا لسرد والدتها السيدة مي جلال الشريف، خلال حديثها مع القاهرة 24.

بعد فترة قصيرة من الحرب، ظهرت أول بقعتين بيضاوين على وجهها، بعدما تعرضت لحالة خوف شديد جراء القصف الإسرائيلي، وبعدها تعرضت لحالة هلع أخرى زادت معها البقع البيضاء على جسدها النحيل وشاب شعرها، ومن ثم انتشرت في ظل عدم استجابة حالتها للأدوية الطبية.

«تابعنا مع دكتور لمدة سنة ونصف إلا أن العلاج لم يأتِ بنتيجة بسبب سرعة انتشار المرض.. الدكاترة قالوا حالة نادرة من نوعها» تقول السيدة الثلاثينية التي تقف أمام طفلتها مكبلة اليدين، بنبرة تتجلى فيها قلة الحيلة، مستغيثة بالمسؤولين لإنقاذ صغيرتها بالسفر للخارج لتلقي العلاج المناسب لحالتها: بحلم بنتي لانا تسافر وتتعالج وترجع زي قبل وأحسن إن شاء الله.. كل مسؤول ينظر إلى لانا بعين الرحمة بنتي شابت وهي طفلة، ووضعنا صعب كتير.

لانا الشريف طفلة فلسطينية شيبتها إسرائيل 

«كنت حلوة وكنت بجنن.. بطلوا الناس يكلموني» كلمات خرجت من الصغيرة لانا، في مقطع فيديو مصور لها، تحمل في طياتها الكثير من الأسى والألم وتسترجع حالها قبل الإبادة الجماعية ورعبها من شدة القصف، مردفة: كنا قاعدين في دارنا وفجأة نايمين قصفوا دار جيرانا، وبعدها بيوم طلعلي أبيض بوشي، والدكتور الجلدي أعطاني مرهم.. أنا خوفت ومن كتر القصف جلدي صار أبيض وشعري شاب».
تعاني الطفلة لانا من التنمر من قبل أقرانها بالعمر، ويشبهونها بـ العجوز، قائلة: بضايق كتير الصغار بيطلعوا ويقولولي يع شعرها زي العواجيز.. نفسي أطلع برا إلى مصر عشان أتعالج وأرجع حلوة زي ما كنت».