الهجوم على الداعية مصطفى حسني.. «فتِّش عن الإخوان»

الهجوم على الداعية مصطفى حسني.. «فتِّش عن الإخوان»

ليس هناك أبرع من الإخوان في الكذب، فهم لا يكتفون بصنع الأكاذيب، وإنما هم بارعون في توليد سلسلة لا متناهية من الأكذوبة الواحدة.

والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، استغلال وفاة شخصية تؤيدهم وإضفاء صبغة بطولية دينية عليها، لا تخلو من الخزعبلات والخرافات لكنهم -من باب الأمانة- يروجون لها بإتقان، لدرجة أنها لا تنطلي على الساذجين والجهلاء فحسب وإنما على بعض المثقفين أيضا، وقد تدربوا على ذلك بإتقان منذ الخمسينات من القرن الماضي، أيضا ينتظرون وفاة شخص ليس معارضًا لأفكارهم بل محايد تماما، يهاجمونه ويلعنون أسلاف جدوده لمجرد أنه لم يدافع عنهم، غير عابئين بأدنى تعاليم الإسلام والشريعة التي يدعون تطبيقهم لها.

آخر هذه الأساليب الرخيصة هي الهجوم على الداعية مصطفى حسني، لمجرد أنه حضر عقد قران ابنة فنانة شهيرة، مستغلين ظهور بعض السيدات بملابس متحررة، وأطلقوا عليه سيلًا من الذباب الإلكتروني والكتائب الإلكترونية الرخيصة، وموجهين إليه اتهامات وشتائم لمجرد ظهوره في الزفاف! وكأنه مسؤول عن التدقيق وإصدار أوامر شرعية عن ملابس السيدات والفتيات، وإذا لم يجد سبيلا لهذه السلطة الدينية -من وجهة نظرهم- فيحرم عليه الظهور معهن في أي محفل حتى لو كان بغرض دعوي!

هجوم الإخوان والسلفنجية على مصطفى حسني ليس الأول، فمنذ عدة أشهر هاجموه بسبب إلقاء درس ديني بأحد مساجد الكموندات الراقية، لمجرد ظهور بعض الفتيات الصغيرات في مؤخرة المسجد بدون حجاب وراء شباب صغير، ورغم أن رئيسهم المعزول “مرسي” ظهر في أكثر من مرة مع فنانات وسيدات بغير حجاب بل وصافحهن وجدوا ألف مبرر ودعوا إخوانهم إلى تلمس الأعذار للرئيس المودرن العصري ولم يتهموه بـ “الكوتو موتو” كما سفهوا مصطفى حسني وأهانوه، بل اعتبروا ذلك واجبا وإحدى الضرورات التي تبيح المحظورات، ولم يلتمس واحد منهم الأعذار لمصطفى حسني، الذي لم يجدوا له فتوى واحدة ولا جملة واحدة تحلل ما حرمه الله، كما يروجون لذلك مستخدمين صورًا أغلبها مُعالج بالذكاء الاصطناعي!

الغريب أن مصطفى حسني كان متأثرًا في بداية ظهوره ببعض مقولات زعيم ومؤسس الإخوان حسن البنا، وهي مقولات فضفاضة في معناها لا تحرض على العنف، لدرجة أن بعض الإخوان أنفسهم ظنوه إخوانيا، لكن سرعان ما انكشف خطأ معتقدهم، خاصة أن مصطفى حسني ملحوظ عليه الاعتدال والوسطية منذ الظهور الأول، بالإضافة إلى ذلك فهو لا يقحم نفسه في أي خلافات فقهية أو سياسية، لا مع ولا ضد، فهو من أوائل من أطلقوا على أنفسهم الدعاة الجدد، وهم عدد غير قليل من الشباب الذي قدم أسلوبا عصريا للدعوة وفي نفس الوقت من غير أن يصدروا أي فتاوى أو أحكام.

نموذج مصطفى حسني هو الأنجح بين عشرات الدعاة الجدد، لأنه دائما يعمل على تطوير نفسه وإصقال مهاراته، والإلمام بكل ما يهم الشباب الصغير والفتيات وهي المرحلة العمرية الأخطر على الإطلاق، خاصة من الفئة الثرية التي قلما تجد جاذبية لشيخ أو داعية، وهو ما يحاول كبار رجال الأزهر حاليا الإقدام عليه وثبر أغواره.

بالتأكيد هذا النجاح الدعوي في الاقتراب والتأثير على هذه الفئة يؤرق الجماعة الإرهابية وأتباعهم، لأنه باختصار نجح فيما فشلوا فيه، وأثر على فئة مهمة وساقطة من حساب الدعويين منذ عشرات السنوات، لذلك عندما تجد هجومًا على أي شخصية ناجحة ومؤثرة ومعتدلة فتِّش عن الإخوان أولًا.