حراثة على خطى الفراعنة.. عم أحمد يحفظ تراث الأجداد بالمحراث الخشبي في قلب الأقصر

حراثة على خطى الفراعنة.. عم أحمد يحفظ تراث الأجداد بالمحراث الخشبي في قلب الأقصر

في زمن الجرارات الحديثة، ما زال الحاج أحمد (75 عامًا) بمدينة الأقصر، يصرّ على حرث الأرض كما كان يفعل المصريون القدماء: بمحراث خشبي تجرّه الأبقار، في مهنة توارثها أبًا عن جد منذ أكثر من أربعة عقود.

من المعابد إلى الحقول: مهنة محفورة في الذاكرة

يقول الحاج أحمد لموقع القاهرة 24: “ورثت المهنة عن أبي، وهو بدوره ورثها عن جدي.، هذه ليست مجرد طريقة للحرث، بل إرث فرعوني، نجد تفاصيله منقوشة على جدران المعابد، وأمارسه حتى اليوم بكل فخر منذ 40 سنة”.

أقدم حراث بقاري في الاقصر

محراث الأجداد: تفاصيل دقيقة ومراعاة لراحة البهائم

يوضح الحاج أحمد أن المحراث الخشبي التقليدي يتكون من ثلاثة أجزاء أساسية: القصبة، العمود، والجفاين، إضافة إلى قطعة خشبية تُعرف بـ”الكرب”، توضع فوق ظهر الأبقار وتُبطّن بوسائد خاصة لحمايتها من الجروح.

أقدم حراث بقاري في الاقصرأقدم حراث بقاري في الاقصر

بين الحنين والتحدي: لماذا يرفض الجرار الحديث؟

“المحراث البقاري حنين على الأرض”، هكذا عبّر الحاج أحمد، مشيرًا إلى أن الجرارات “تدك الأرض دكًّا”، وهو ما لا يناسب بعض المحاصيل مثل السمسم.

وأوضح أن المحراث الحديث يناسب الأراضي الرملية، بينما المحراث الخشبي أفضل في التربة الطينية الخفيفة.

أقدم حراث بقاري في الاقصرأقدم حراث بقاري في الاقصر

مهنة في خطر: لا شباب يتعلم… ولا أبقار تُدرّب

ورغم القيمة التاريخية والبيئية للمحراث البقاري، يشير الحاج أحمد بأسف: “المهنة صعبة وتحتاج قوة وتحمل، لذلك لا أحد من الشباب يرغب في تعلمها، حتى تدريب الأبقار صار أزمة؛ فكل بقرة تحتاج 3 أشهر على الأقل لتعتاد مكانها في المحراث، يمينًا أو يسارًا، أو على الجانبين”.