أمين الفتوى: لا نمنع تارك الصلاة من الحج بل ندعوه ليجعل حجه بداية توبة

أمين الفتوى: لا نمنع تارك الصلاة من الحج بل ندعوه ليجعل حجه بداية توبة

قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال حول جواز حج من لا يصلي مطلقًا لا في المسجد ولا في البيت: هذا سؤال مهم جدًا.. ونؤكد أن الحج قد يكون بداية توبة الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، فإذا أدى الإنسان الصلاة أثناء حجه، فهذه بشرى وبداية خير له بإذن الله.

أمين الفتوى: لا نمنع تارك الصلاة من الحج بل ندعوه ليجعل حجه بداية توبة

وأضاف خلال تصريحات تليفزيونية: لا يجوز لنا أن نمنعه من أداء فريضة الحج أو أن نحكم عليه بالخروج من الإسلام ونقول له: لا تحج، لأن ترك الصلاة ذنب عظيم، لكنه لا يسقط عنه سائر الفرائض، بل ندعوه إلى التوبة والرجوع إلى الله.

وأكد الشيخ أحمد وسام أن الواجب أن يُشجع تارك الصلاة على أداء الحج، مع الدعوة له بأن يجعل من هذه الرحلة المباركة بداية لمداومته على الصلاة وسائر الفرائض، قائلا: نقول له؛ حج، واتق الله، وليكن حجك بداية لطريق جديد من الطاعة والإنابة إلى الله عز وجل، واستمر بعد الحج على المحافظة على الصلاة وسائر أوامر الله.

أمين الفتوى: استفتِ قلبك حديث حسن ولا يُفهم بمعزل عن نصوص الشرع وأهله

فيما، أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: استفت قلبك حديث حسن كما نص عليه الإمام النووي وغيره، وله أصل صحيح في صحيح الإمام مسلم بلفظ: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.

وقال الشيخ أحمد وسام: ينبغي أن نفهم أن وحي الله، سواء كان قرآنًا أو سنة، هو وحيٌ موحى به من الله، وما من شيء جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو صالح للاجتهاد واستنباط المعاني منه إلى يوم الدين، فالوحي لغة حية، تصلح لكل زمان ومكان.

وأوضح أن مسألة تصحيح الحديث أو تحسينه تتعلق بمصطلح علم الحديث، وأن درجة الحديث حسن تعني أنه أقل قليلًا من الصحيح، لكنه معتمد ويُعمل به، خصوصًا أن له أصلًا في الصحيح.

وعن فهم حديث استفت قلبك، حذر الشيخ أحمد وسام من الفهم الخاطئ الذي قد يؤدي إلى ترك النصوص الشرعية والاكتفاء بميل النفس، قائلًا: لو فهمنا الحديث بمعزل عن نصوص الشريعة، سنقع في خطر جسيم، يؤدي إلى إنكار الوحي والاعتماد الكلي على أهواء النفوس، وهذا باطل، فالله أمرنا أن نسأل أهل الذكر عند الجهل فقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾.

وساق الشيخ أحمد وسام قصة ورود الحديث، موضحًا أن الصحابي الجليل وابصة بن معبد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يزاحم الناس ليصل إليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تسألني أم أخبرك؟؛ في إشارة إلى أن النبي علم ما جاء يسأل عنه، موضحا أن فهم سياق الحديث مهم لفهم دلالته بدقة، تمامًا كما نفهم أسباب نزول الآيات لفهم معاني القرآن.

وواصل أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم جاء لوضع منهج حياة، وليس لمجرد تفسير واحد محدود، بل ليستنبط منه العلماء المعاني المتعددة التي تخدم الشريعة عبر العصور.